إقالات واسعة في الجهاز الأمني التونسي بعد هجوم باردو

23 مارس 2015
الصيد تدخل بنفسه في موضوع الإقالات (فتحي بالعيد/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء التونسي، مفدي المسدي، يوم الإثنين، أن رئيس الوزراء الحبيب الصيد قرر إقالة ستة من كبار القادة الأمنيين، وذلك بعد أيام من هجوم مسلح على متحف باردو قتل خلاله 20 سائحاً أجنبياً.

وقال المسدي: "بعد زيارة أداها رئيس الوزراء، أمس الأحد، إلى محيط متحف باردو، وقف على تقصير في المنظومة الأمنية وقرر إقالة عدد من المسؤولين".

وبيّن أن "الإقالة شملت مدير الأمن في تونس، ورئيس منطقة باردو، ومدير الأمن السياحي، ورئيس فرقة الإرشاد في باردو، ورئيس مركز باردو، ورئيس مركز سيدي البشير".

وعلى الرغم من أن الداخلية التونسية لم تعلن بعدُ بشكل رسمي عن الخبر، إلا أن الصيد قد تدخل بنفسه في موضوع الإقالات، إذ إنه يُعدّ من المخضرمين في الداخلية والموضوع الأمني عموماً، باعتبار أنه تولى في أواخر التسعينيات، قبل الثورة، إحدى المسؤوليات المهمة فيها (مدير ديوان الوزير)، كما شغل منصب وزير الداخلية بعد الثورة في حكومة الباجي قائد السبسي.

في المقابل، قال النائب العضو في "لجنة تنظيم الإدارة والقوات الحاملة للسلاح"، عبد اللطيف المكي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "يتمنى أن تكون هذه الإقالات قد تمت عن تروِّ و من دون تسرع، وأن تكون عادلة، وتمت على أساس تقارير ومعلومات دقيقة حتى لا نظلم أحداً من الأعوان، خصوصاً أن قرار الإقالة تم ليلاً من طرف رئيس الحكومة".

ولفت المكي، إلى أنه "وجه دعوة إلى عقد جلسة استماع خاصة بالمجلس، لوزير الداخلية، لتلافي هذه المعلومات والقراءات المتعددة والمتناثرة وفهم الأحداث والقرارات الناتجة عنها من مصدرها"، مضيفاً أن "المجلس ينتظر من الحكومة أن تحيل إليهم قانون حماية الأمنيين"، متمنياً أن "لا تكون القرارات دقيقة".

وعن إحالة أحد الأعوان إلى السجن، قال المكي إن "النيابة العمومية التي اتخذت القرار تملك بالضرورة ما يدعوها إلى ذلك، وأن القضاء لا يتخذ هذه القرارات، إلا إذا كانت لديه إثباتات بالتقصير".

وكانت النيابة العمومية التونسية أصدرت، ظهر اليوم، قرارا بإحالة عون أمن من العاملين في باردو إلى السجن على خلفية تقصير في الواجب.

وفتحت النيابة العمومية تحقيقاً في أحداث باردو مباشرة بعد العملية، وشرعت في الاستماع إلى الشهود، بمن فيهم الأمنيون المكلفون بالمراقبة.

وقتل الأسبوع الماضي 20 سائحاً أجنبياً وثلاثة تونسيين بهجوم دام على المتحف. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الهجوم، بينما لم تؤكد السلطات أنه يحمل بصمات التنظيم.

وقتل المهاجمان برصاص قوات مكافحة الإرهاب، أثناء احتجازهما رهائن في المتحف. وقال مسؤولون إن السلطات الأمنية اعتقلت أكثر من 20 متشدداً، من بينهم عشرة، لهم علاقة مباشرة بالهجوم.

اقرأ أيضاً: بعد هجوم باردو: تونس تدعّم أمنها في وجه "الإرهاب"

المساهمون