لبنان: حزب الله ينهي مبادرة الحريري-فرنجية الرئاسية

29 ديسمبر 2015
سجال مرشح الرئاسة اللبنانية مستمر (Getty)
+ الخط -
حملت زيارة وفد من حزب الله إلى مقرّ الكنيسة المارونية في بكركي (شرقي بيروت) ما يشبه الرسالة الواضحة من الحزب بعدم موافقته على المبادرة الرئاسية التي تقدم بها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، والتي اقتضت تنصيب حليف حزب الله والنظام السوري، النائب سليمان فرنجية، رئيساً للجمهورية. 

ويستمرّ الراعي في دعم هذه المبادرة على الرغم من كون الأطراف المعنية بها مباشرة قد هدّأوا سعيهم إلى تطبيقها، وأولهم الحريري الذي أكد فريقه أنه تم سحب الموضوع من التداول بغية إيجاد الأرضية اللازمة لها.

كما تراجع النائب وليد جنبلاط، أحد عرّابي المبادرة، معلناً موت الطرح أو تأجيله "بفعل تلاقٍ عجيب غريب لقوى متناقضة شكلياً على الأقل". لكن الراعي استمر في دعم المبادرة وحيداً إلى أن جاء الموقف الواضح من حزب الله الذي أعاد التأكيد على تمسّكه بترشيح النائب ميشال عون للرئاسة.

وأكد رئيس المجلس السياسي في حزب الله، إبراهيم أمين السيد، بعد لقائه الراعي في بكركي على أنه "لا نستطيع أن نتخلى عن التزامنا بترشيح عون للرئاسة والسياسة بالنسبة لنا أخلاق لا كذب ومناورات". وشدد السيّد على أن هذا الموقف لا يلغي التلاقي مع الراعي على المقاربة المبدئية للموضوع؛ "وهي ضرورة أن يصار إلى انتخاب رئيس لما له من أهمية".

ويأتي دعم الراعي للمبادرة الرئاسية في ظلّ عجزه المستمر أيضاً عن جمع الأقطاب الموارنة الأربعة، عون وفرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميّل.

ومن المفترض أن تعني هذه الرسالة، والتي وجّهها الحزب اليوم من بكركي، انتهاء مفاعيل السجال الرئاسي الذي فتحته مبادرة الحريري-فرنجية، في ظل استمرار الشغور منذ مايو/أيار 2014.

وكان الحريري وفرنجية قد بادرها إلى حوار ثنائي في السرّ منذ يونيو/حزيران الماضي، انكشف قبل شهر، فخرجت المبادرة القائلة بتنصيب فرنجية في الرئاسة مقابل الحريري في رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى النقاش حول قانون الانتخابات النيابية.

لكن كل هذا النقاش يهدأ اليوم بفعل إسقاط المبادرة نتيجة عاملين؛ إجماع الطرفين المسيحيين (عون وجعجع) على رفض الطرح، وصمت حزب الله لأسابيع، ما تمّ تفسيره على أنه رفض مبدئي عاد وتوضّح بتأكيد الحزب على دعم ترشيح عون.

اقرأ أيضاً: لبنان: الصليب الأحمر يستعد لدخول سورية تنفيذاً لاتفاق الزبداني

المساهمون