المعارضة السورية المسلحة تردّ على القرار الدولي... في اللاذقية

20 ديسمبر 2015
مقاتلون تركمان ضدّ النظام بريف اللاذقية (أمين سنسار/فرانس برس)
+ الخط -
بعد ثلاثة أيامٍ من سيطرة قوات النظام المدعومة بغاراتٍ روسية كثيفة، على جبل النوبة بريف اللاذقية الشمالي، استعادت المعارضة السورية، ليل الجمعة ـ السبت، مواقعها في الجبل الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة، كبّدت فيها النظام خسائر بشرية، ونجحت بذلك مجدداً في إبعاد النظام خطوة للوراء، عن بلدة سلمى بجبل الأكراد، وهي من أهم معاقل المعارضة المسلّحة، في جبهة الساحل البالغة الحساسية.

اقرأ أيضاً: المعارضة تحاول التقدم بحماة والنظام يواصل هجماته بريف اللاذقية 

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الغارات الروسية على مختلف مناطق المعارضة السورية خصوصاً بريفي حلب وحماه وإدلب، إذ خلفت ضحايا جدد من المدنيين، خلال اليومين الماضيين.

وجاءت استعادة فصائل المعارضة للجبل الاستراتيجي، الذي يكشف مناطق واسعة بجبل الأكراد، ويقع إلى الشرق من أوتوستراد اللاذقية – حلب الدولي، بعدما خاضت عدة تشكيلاتٍ من الجيش السوري الحر وفصائل إسلامية، معارك ليلية مع قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، تكبدت فيها الأخيرة قتلى وجرحى، بحسب ما أكدت لـ"العربي الجديد"، مصادر ميدانية في تلك الجبهات.

وقالت المصادر إن مقاتلين من "حركة أحرار الشام الإسلامية" و"فيلق الشام" و"الفرقة الساحلية الأولى، و"اللواء العاشر" و"عاصفة الحزم"، شنوا هجوماً واسعاً ومنسقاً منذ مساء الجمعة، على المواقع التي نجحت قوات النظام يوم الأربعاء الماضي باقتحامها في جبل النوبة، وتمكن مقاتلو المعارضة فجر الجمعة، من استعادة كامل الجبل، الذي يبعد نحو سبعة كيلومترات غرباً، عن بلدة سلمى.

وأعقب تقدّم المعارضة غارات روسية في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة السورية، في محاولة على ما يبدو لتعبيد الطريق نارياً لقوات النظام، التي كانت قد سوقت إعلامياً لسيطرتها على جبل النوبة. وعجزت هذه القوات والمليشيات المتحالفة معها، على مدار ثلاث سنوات تقريباً من الوصول إلى هذه المناطق. لكن منذ بدء الغارات الروسية قبل أكثر من شهرين ونصف الشهر، استطاعت إحراز تقدّم غير مسبوق في جبهة الساحل.

وكانت قوات النظام قد سيطرت أخيراً على تلال جب الأحمر الاستراتيجية شرقي جبل الأكراد، وجبل عرافيت، وعلى قمة جبل زاهية التي ترتفع أكثر من ألف ومئة متر عن سطح البحر، وهي أعلى قمم جبل التركمان، بالإضافة إلى مناطق أخرى أقل أهمية. وتمنح تضاريس المنطقة التفوق لمن يسيطر على أعالي المرتفعات.

وبسيطرة المعارضة السورية على جبل النوبة مجدداً، وهي التي لا تزال تحتفظ بالسيطرة على برج القصب المقابل لها من الجهة الشرقية لأوتستراد اللاذقية – حلب الدولي، تكون قد أبعدت تقريباً، شبح حصارٍ كاد النظام أن يطبقه على أهم معاقلها في جبهة الساحل، البالغة الخصوصية، لكونها تقع على تخوم أهم حواضن النظام الشعبية في البلاد، وهي الأقرب كذلك، للقواعد العسكرية الروسية في اللاذقية وطرطوس، خصوصاً مطار حميميم، الذي تنطلق منه الطائرات الحربية لتقصف مناطق سيطرة المعارضة السورية.

وفي هذا السياق، جددت هذه المقاتلات الحربية قصفها لريفي حلب وحماه أمس. وقال الناشط في "مركز حماه الإعلامي" أبو يزن النعيمي لـ"العربي الجديد"، إن "غارة للطيران الحربي الروسي أدت لوقوع إصابات بين المدنيين، وخلفت دماراً هائلاً في منازل المدنيين بقرية الكركات في جبل شحشبو".

وأضاف أن "الغارات الروسية طاولت كلا من بلدات الزكاة، اللطامنة، لطمين" بريف حماه الشمالي، الذي أفشلت فصائل المعارضة السورية، محاولات تقدّم للنظام هناك خلال اليومين الماضيين.

وفي سياق الغارات الروسية على مناطق المعارضة السورية، أكدت مصادر ميدانية في ريف حلب، أن القصف الروسي، طاول مناطق الزربة وخان طومان، وبعض القرى المتاخمة لأوتستراد حلب دمشق الدولي.
ويأتي ذلك بعد ساعاتٍ، من قصفٍ جوي روسي، أدى لمقتل ستة مدنيين، في بلدة حريتان بريف حلب الشمالي، وبعد يومٍ واحد على مقتل نحو ستة عشر مدنياً، في هجماتٍ مماثلة، طاولت مدنية جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

اقرأ أيضاً: نتائج المجازر الروسية بريف اللاذقية: جبل النوبة بيد النظام

وفي ريف العاصمة، استعادت الفصائل المنضوية في "غرفة عمليات المرج" أمس، بعض النقاط التي كانت خسرتها الأسبوع الماضي في جبهة المرج، في حين استمرت الاشتباكات مع قوات النظام هناك، في معركةٍ يدرك الجانبان أهمية حسمها.

فالنظام الذي فتح المعركة منذ أسابيع، يهدف إلى فصل بلدات شمال الغوطة (وفي مقدّمتها دوما، ثم مسرابا، كفربطنا، حمورية، عربين، سقبا، عين ترما)، عن مناطق جنوب الغوطة، خصوصاً زبدين ودير العصافير، اللتين ستواجهان خطر خروجهما من سيطرة المعارضة، كونهما ستعزلان بمناطق سيطرة النظام.

وفي حال تحقق هذا السيناريو، فإنه سيوسع محور سيطرته من عدرا العمالية شمالاً، مروراً بمرج السلطان، وصولاً لبلدة حتيتة التركمان، المتاخمة لطريق مطار دمشق الدولي، إلى الجنوب من المرج بنحو ثمانية كيلومترات، وبالتالي إطباق الحصار على الغوطة الشرقية.

وكان النظام قد حقق في الرابع عشر من هذا الشهر، تقدّماً لافتاً في جبهة المرج وسيطر على مساحات واسعة منها، الأمر الذي دفع الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، إلى الإسراع في تشكيل "غرفة قيادة وإدارة معركة المرج"، وهي تضم "جيش الإسلام" و "فيلق الرحمن" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية".

ونجح مقاتلو هذه الغرفة، في الخامس عشر من هذا الشهر ثم يوم أمس، في استعادة بعض النقاط التي خسروها لصالح النظام، والذي حقق تقدماً، ربما يعتبر الأخطر في الغوطة الشرقية، منذ نهاية معركة المليحة قبل نحو عام وخمسة أشهر.

المساهمون