الجبوري يحذّر من استمرار تشظّي الدبلوماسيّة العراقيّة

12 نوفمبر 2015
الجبوري شجب إقامة ولاءات خارج سياسة العراق (الأناضول)
+ الخط -

حذّر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، من استمرار تشظّي العلاقات الدبلوماسيّة العراقيّة، وإقامة علاقات وولاءات منفردة خارجة عن سياسة البلاد الخارجية مع دول ومنظومات تفرض أجنداتها على أتباعها داخل البلاد.


وقال الجبوري، في كلمة له خلال ندوة حواريّة أقامتها لجنة العلاقات الخارجيّة النيابيّة، إنّ "المرحلة الحالية تشهد صعوبات جمّة وتحديات كبيرة وخطيرة تجعل من عملية صياغة السلوك الدبلوماسي حالة أصعب، وتضع العراقيل في طريقنا نحو سياسة خارجيّة منفتحة تحقق المصالح المرجوة على الوجه الذي يخدم البلاد".

وشدّد بالقول إنّ "علاقة العراق مع دول الجوار يجب أن تقوم على أساس المصالح الدائمة واستحضار المصير المشترك"، محذّرا من "خطورة الانسياق مع حالة ما وراء الحدود".

وأضاف أنّ "الولاء يجب أن يكون للعراق أولا، ولا مانع من أن تبني الدولة علاقات مميزة مع هذا الطرف أو ذالك"، مشيرا إلى أن "الخطورة تكمن بقيام أطراف سياسيّة داخليّة بمهمة الدبلوماسيّة الخارجية للعراق، وأن يبني كل طرف علاقات مستقلة عن منظومة الدولة مع أطراف خارجيّة، بحيث يكون كل حزب أو جهة أو مكوّنا محكوما بعلاقة تقترب إلى حالة الانتماء إلى ما وراء الحدود، وحينذاك سنفقد البوصلة ويتلقى كل طرف خطته من دولة بعينها، ويتحول البلد إلى ساحة صراع إقليمي وتغيب المصلحة الوطنيّة".

اقرأ أيضا: العبادي يعِد بإبعاد "الحشد الشعبي" عن الأراضي المحرّرة بتكريت

من جهته، قال القيادي في تحالف القوى محمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تبني الجهات السياسيّة والأحزاب للملفات وزارة الخارجيّة وبناءها علاقات مستقلّة عن الدبلوماسيّة العراقيّة يعكس مدى تخبّط وضعف وزارة الخارجيّة العراقيّة".

وأشار إلى أن "الملفات الخارجيّة تم تقسيمها بين تلك الجهات، إذ إنّ ملف العلاقات العراقيّة – الإيرانيّة تبناه وزير الداخلية محمد الغبان، والذي ينتمي لمليشيا بدر المرتبطة بإيران، فيما تبنى قادة التحالف الوطني الحاكم في البلاد، مسؤولية عقد الاتفاقيات في الغرف المظلمة وخلف الكواليس كالاتفاق على انضمام العراق إلى التحالف الرباعي"، الذي يضم روسيا وإيران وسورية.

وأضاف أنّ "ملف العلاقات العراقيّة -العربية كان قد تبناها نائب رئيس الجمهورية المقال إياد علاوي، وتبنى نائب رئيس الجمهورية المقال أسامة النجيفي ملف العلاقات العراقيّة ــ التركية، فيما تبنّت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانيّة بالتعاون مع وزارة الهجرة موضوع هجرة العراقيين إلى الخارج، ومتابعتها مع الدول الأوروبية".

وأشار إلى أنّ "شتات وزارة الخارجية اليوم تنهض به جهات مختلفة في الرأي والانتماءات والارتباطات، وكل منهم يعمل لأجندة خاصة، ويتقاطعون في ما بينهم جملة وتفصيلا، الأمر الذي سيجعل من تلك الملفات تتعارض في ما بينها تعارضا لا يمكنه تحقيق أي تقارب مستقبلي، الأمر الذي سيضع سياسة العراق الخارجيّة في أزمات سياسية خطيرة، كما حدث من تعارض التحالف الرباعي وواشنطن على أرض العراق، وما سيتبعه من نتائج".

بدوره، حذّر أستاذ العلاقات الخارجيّة في جامعة بغداد، قاسم محمد، من "خطورة استمرار تدخّل الكتل والأحزاب في رسم السياسة الخارجيّة للبلاد".

وقال محمد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق اليوم يواجه تشظيا وتشرذما في علاقاته الخارجيّة"، مؤكّدا أنّ "ذلك التوجه سيجعل من السياسة الخارجية التي تبنى مع الدول تتعارض داخل العراق، الأمر الذي سيعرقل بناء دبلوماسيّة موحّدة للبلاد تصب بصالحه".

ودعا وزارة الخارجيّة إلى "أخذ دورها الحقيقي، والقيام بمسؤولياتها الجمّة الملقاة على عاتقها، خصوصا أنّ البلاد بحالة بناء دبلوماسيّة موحّدة تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

يشار إلى أنّ العراق يعيش فترة خمول كبير في النشاط الدبلوماسي وإدارة الملفات السياسيّة والعلاقات الخارجيّة للبلاد، في وقت تشهد فيه البلاد ظرفا خطيرا يجعلها بأمس الحاجة إلى النشاط الدبلوماسي وتوطيد العلاقات مع الدول العربية والأجنبية وكسب دعم دولي للعراق في حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، ويؤكّد مراقبون أنّ وزارة الخارجية العراقيّة أصيبت بالشلل والعجز التام عن ممارسة أيّ نشاط سياسي، بعد أن تولّى القيادي في حزب الدعوة إبراهيم الجعفري الحقيبة.

اقرأ أيضا: العبادي يرضخ لشروط المالكي... تنازلات مقابل الحكومة