سماء سورية مزدحمة بطائرات أميركية وروسية

01 أكتوبر 2015
آثار القصف الروسي على تلبيسة (فرانس برس)
+ الخط -

كان المشهد في بغداد أشبه بفيلم سينمائي، إذ ظهر جنرال روسي، في حوالى الساعة التاسعة صباح أمس الأربعاء، في السفارة الأميركية ببغداد، ليخبر الولايات المتحدة بأنها يجب أن تخلي سماء سورية المجاورة، لأن قصفاً روسياً على وشك أن يبدأ، وفقاً لرويترز.

لكن مسؤولين قالوا إن الولايات المتحدة تحدّت التحذير الروسي، رغم مخاوف بشأن سلامة الأطقم الجوية الأميركية التي تحلق بسرعة كبيرة في المجال الجوي السوري المحدود لقصف أهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

اقرأ أيضا: تنديد دولي بهجمات روسيا على المعارضة السورية..وإسرائيل أطلعت مسبقاً 

وذكر مسؤولون أن الجيش الأميركي شنّ ضربة واحدة على الأقل، أمس، ولم يخبر الروس بموعدها أو مكانها.

وقال وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، في إفادة صحافية "سيواصل التحالف مهام التحليق فوق العراق وسورية، كما هو مخطط، وكما فعلنا اليوم".

وأدخلت الضربات، الصراع السوري، المستمر منذ أربع سنوات، في مرحلة متغيرة جديدة، تشارك فيها القوى العسكرية الرئيسية في العالم، باستثناء الصين، بشكل مباشر.

وتدرك واشنطن وموسكو مخاطر المضي قدما في حملتين جويتين متنافستين فوق سورية من دون تنسيق، فقد يترك هذا الوضع للقوات في مواقع الأحداث أمر اتخاذ قرارات في اللحظات الأخيرة لتفادي أي حادثة.

وقال مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم ذكر اسمه، "عندما تقترب طائرتان من بعضهما البعض بسرعة 20 ميلا في الدقيقة... لا يكون أمامك وقت لترفع الأمر إلى المستوى الرئاسي".

وتقول الولايات المتحدة إنها تتوقع إجراء محادثات عسكرية مع روسيا، اليوم الخميس، في أقرب موعد، لبحث سبل الفصل بين الجيشين.

وتحد الجغرافيا، حتى الآن على الأقل، من حجم الخطورة، إذ تنفذ الطائرات الأميركية والروسية مهامها في أجزاء مختلفة من سورية.

وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها إن روسيا تقصف مناطق لا يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحظى بسطوة فيها، رغم قول موسكو إن حملتها التي بدأت للتو تستهدف التنظيم المتشدد. وتحدث مسؤولون أميركيون عن ضربة روسية قرب مدينة حمص، وأخرى محتملة في محافظة حماة.

وعلى الطرف الآخر، ينصبّ تركيز الولايات المتحدة أساسا على قصف التنظيم، لكنها وجهت ضربات أيضا لجماعات أخرى، منها "جبهة النصرة" وجماعة خراسان.

اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتهم روسيا بقصف مقراتها بدلاً من داعش

وقال ديف ديبتولا، وهو ضابط متقاعد في سلاح الجو الأميركي برتبة ليفتنانت جنرال، إن الوتيرة البطيئة للضربات الأميركية في سورية تحدّ أيضا من المخاطر.

وأضاف ديبتولا، وهو عميد معهد ميتشل لدراسات الطيران "حقيقة الأمر، هي أن العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة في سورية، ليست نشيطة".

وأرسلت روسيا مقاتلات إلى سورية تملك قدرات قصف طائرات، وأخرى متخصصة في نوع الضربات، التي نفذتها موسكو، أمس الأربعاء، وقصفت فيها أهدافا على الأرض.

دلالات