زعيم "خراسان" محسن الفضلي... يختفي إلى الأبد

25 سبتمبر 2014
هرب الفضلي من الكويت في 2007 (العربي الجديد)
+ الخط -
لم تكتفِ الولايات المتحدة بشنّ غاراتها على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية والعراق، بل عمدت إلى ضرب تنظيمات أخرى، كـ"جبهة النصرة" مثلاً، التي لم تنجُ من الهجمات الأميركية أيضاً. وفي حمأة الهجوم الجوّي، قصفت طائرات الجيش الأميركي معسكرات تابعة لتنظيم "خراسان". لم يُقتل عناصر من التنظيم، المُتهم بـ"الإعداد لهجمات قريبة ضد الولايات المتحدة وأوروبا"، فحسب، بل قُتل زعيمه، الكويتي محسن الفضلي.

خلال اقتحام قوات الأمن الكويتية لشقة في منطقة السالمية في عام 2007، أثناء مطاردتها خلايا تنظيم "أسود الجزيرة"، كان الهدف الأساسي هو الفضلي، الذي اختفى قبل الهجوم، بينما أكملت قوات الأمن عملياتها وأوقفت باقي المطلوبين وقتلت أربعة منهم وجرحت ثلاثة آخرين، أثناء مداهمات أخرى في منطقة مبارك الكبير في جنوب البلاد. اختفى الفضلي وقتها، ولم يعد إلا حين أُعلن عن مقتله.

وُلد محسن الفضلي في عام 1981 لعائلة شيعية قبل أن يعتنق المذهب السني، نتيجة تأثره بأفكار تنظيم "القاعدة". اتُهم بقضايا إرهابية عدة في الكويت وخارجها، وكان مرتبطاً بمجموعة إسلامية كويتية، ذات ميول متطرفة. أُدرج اسم الفضلي على قائمة المطلوبين الـ36 في السعودية في يونيو/حزيران من عام 2005، وذلك بعد أن تم إطلاق سراحه من سجنه السعودي الذي أودع فيه على خلفية ارتباطه بجماعات إرهابية في عام 2001، إثر التحقيق معه بالانضمام إلى ما كان يُسمّى "قضية الأفغان العرب".

وقد عمل الفضلي مع ثلّة من الكويتيين من بينهم ابن وزير سابق على تأسيس خلية "عريفجان" من أجل استهداف القوات الأميركية المتواجدة في الكويت في معسكرها بمنطقة عريفجان في عام 2007، وكذلك في جزيرة فيلكا التي كان يتواجد فيها آنذاك بعض الجنود الأميركيين.

وكان القضاء الكويتي قد برّأ في حكمه النهائي الفضلي، من تهمة تفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول"، الذي تم قبالة السواحل اليمنية في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2000. ويُعتقد بأن الفضلي كان يملك قدرات بارعة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الحاسوب، ونجح في اختراق المواقع الإلكترونية وصناعة المفخخات والتفجير عبر استخدام أجهزة التقنية الحديثة.

ومع إعلان الأميركيين عن مقتل الفضلي، الذي حيّر الشارع الكويتي وأجهزة الأمن الكويتية منذ اختفائه في عام 2007، يكون قد دفن معه سر خروجه من البلاد، في ظلّ تساؤلات حول ما إذا كان قد تمّ تسهيل خروجه من بعض رجال الأمن الكويتي عبر إبرام صفقة معه بعدم العودة للبلاد، أو إثارة قلاقل فيها مقابل خروجه الآمن.