أتم النظام السوري، اليوم الأربعاء، تقديم الفصل الأخير من مسرحية الانتخابات الرئاسية، بإعلان نتائجها التي لم تحمل، بالطبع، أية مفاجآت.
وأفاد رئيس مجلس الشعب السوري (البرلمان)، جهاد اللحام، أن الرئيس السوري بشار الأسد، حصل على 88.7 في المائة من الأصوات، واصفاً النتيجة بـ"الفوز الكاسح".
وقال اللحام: إن منافسي الأسد الاثنين، وهما المرشحان الصوريان لانتخابات الرئاسة، حسان النوري، وماهر حجار، حصلا على 4.3 في المئة و3.2 في المئة على التوالي.
من جهته، قال المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا في سورية، ماجد خضرة: إن الإقبال على انتخابات الرئاسة في البلاد بلغ 73.42 في المئة، وأضاف أن نحو 11 مليون شخص ونصف المليون قد شاركوا في العملية الانتخابية، من أصل نحو 16 مليون يحق لهم الادلاء بأصواتهم.
ولقيت النتائج التي أعلنها خضرة تشكيكاً، واسع النطاق، من معارضي النظام، الذين قالوا: إن هذه الأرقام لا تتطابق والواقع، على اعتبار أن الانتخابات قد جرت في المحافظات التي يسيطر عليها النظام فقط، مع استبعاد مساحات كبيرة من شمال وشرق البلاد، التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وعلى الرغم من أن "فوز" الأسد، في الانتخابات التي جرت، الثلاثاء، كان محسوماً، إلى أن هذا لم يمنع أنصاره من الاحتفال بإعلان النتائج، يوم الأربعاء، عبر إطلاق النار، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات، في دمشق، حسب ما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس" "قتل ثلاثة أشخاص، على الأقل، وجرح العشرات نتيجة إطلاق النار" ابتهاجاً بفوز الأسد.
وليس من المرجح أن يؤدي فوز الأسد، بالانتخابات الرئاسية، إلى أي تغيير في مسار الصراع الدائر في سورية، منذ نحو ثلاثة أعوام. لكن مراقبين يعتبرون أن نجاح نظام الأسد، في إجراء الانتخابات، يقدم دليلاً إضافياً على أن الأسد، ليس لديه أدنى نية للتخلي عن السلطة، الأمر الذي يعني إفشال الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي، فيما تواجه البلاد إحدى أكبر الكوارث الإنسانية. ولقي ما يزيد عن 160 ألف شخص مصرعهم، منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار من العام 2011، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بالمدن السورية، فضلاً عن نزوح ولجوء الملايين من السوريين إلى دول الجوار.