مشاجرة في البرلمان الأردني: من "الإخوان" والقوميين إلى "الكوتا"

كادت قبة مجلس النواب الأردني، أن تتحول مساء اليوم الثلاثاء، إلى ساحة للعراك، بعد أن تبادل نواب فيما بينهم الشتائم والاتهامات، على خلفية مواقفهم المتباينة من القوى القومية والإسلامية، وهو ما تطور إلى مشاحنات شخصية بين نواب أقدم أحدهم على تحقير دور المرأة في الحياة السياسية، الأمر الذي أدى إلى رفع الجلسة بعد أن فقد رئيسها السيطرة على مجرياتها.

وفيما كان النواب يمارسون الرقابة على أعمال الحكومة، خلال جلسة مسائية، وجه نواب نقداً لجماعة "الإخوان المسلمين"، واتهموها بالابتعاد عن القضايا الوطنية المحلية، انبرى النائب الإسلامي عبد المجيد الأقطش، للدفاع عن الجماعة ودورها في الحياة السياسية الأردنية، الأمر الذي لم يرق غالبية أعضاء مجلس النواب الذين مارسوا التشويش على النائب لمنعه من مواصلة كلامه.

الأقطش، الذي دافع عن حقه في الكلام، أنتقد توقيف نائب المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، زكي بني أرشيد، بسبب مقال أنتقد فيها قائمة الإرهاب التي أعلنت عنها دولة الإمارات العربية.

ووجه النائب نقداً لدولة الإمارات على خلفية قائمة الإرهاب، وقال: "هل أصبحت الدولة التي أنتقدها بني أرشيد، مندوبة عن الأمم المتحدة لتصنيف الإرهاب"، مستنكراً إدراج عشرات المنظمات الإسلامية والدعوية والعملية في القائمة.

وفيما بدأ الأقطش، بسرد الدور الذي لعبته جماعة "الإخوان المسلمين"، في الحياة السياسية الأردنية، علت أصوات نيابية على وقع الطرق على المكاتب تتهم الجماعة بـ"الإرهابية" و"العميلة لحركة (حماس)"، ليرد على اتهاماتهم بالهجوم على القوميين واليساريين الذين أتهمهم بالتآمر على الأردن في سبعينيات القرن الماضي.

ورفض عدد من النواب الاتهامات التي تعرض فيها الأقطش، للقومين واليساريين، وهاجموه موجهين له ولجماعة "الإخوان المسلمين" الشتائم والاتهامات بالعمالة، لتسيطر الفوضى على مجريات الجلسة.

واحتدت المشادة بين النائب الأقطش، والنائبين عبد الكريم الدغمي المحسوب على التيار القومي، وهند الفايز ابنة القومي العربي الراحل حاكم الفايز.

وفيما بدأت وتيرة المشاحنة السياسية تتراجع، نشب خلاف شخصي بين النائب هند الفايز، والنائب الإشكالي يحيى السعود، بعد امتناع الأولى عن منحه فرصته بالكلام، ليصرخ السعود بزميلته شاتماً "الكوتا" قاصداً الكوتا المخصصة للسيدات والمحددة بـ15 مقعداً من أصل 150 مقعداً هي عدد مقاعد مجلس النواب، والتي فازت من خلالها الفايز.

ورفض السعود الاعتذار، بل أصر على موقفه، وتعدى ذلك للتذكير بالحديث النبوي "صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في مسجدي هذا"، وأشار إلى رفضه لوجود نواب سيدات في مجلس النواب، داعياً زميلاته من النواب إلى الجلوس بالبيت والاهتمام بمكياجهن والطبخ لأزواجهن. 

الفايز، ردت على زميلها باتهام الاستخبارات بالتدخل لضمان فوزه في الانتخابات.

قرار النائب الأول لرئيس مجلس النواب، النائب أحمد الصفدي، برفع الجلسة بعد فقدان السيطرة عليها، لم ينهِ حالة التوتر التي استمرت تحت القبة وانتقلت إلى أروقة المجلس.

وغالباً ما يشهد مجلس النواب مشاجرات ومشاحنات بين أعضائه، على خلفية مواقف شخصية أو سياسية، وصلت في بعض الحالات إلى استخدام السلاح الناري، أو التلويح باستخدامه.