"أنونيموس" تتوعد الاحتلال: هجمات رداً على اعتداءات الأقصى

08 نوفمبر 2014
اخترقت المنظمة آلاف المواقع الإلكترونية الإسرائيلية (سيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

بعد نحو شهرين من الدراسة والبحث، جاء القرار من قيادة منظمة "أنونيموس" الدولية، للبدء في التجهيز لشنّ هجوم إلكتروني جديد يستهدف جميع مصالح الاحتلال في العالم الافتراضي، وتحديداً يوم الجمعة المقبل، رداً على الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى.

ونجحت مجموعات المنظمة، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في اختراق أكثر من 8 آلاف موقع إلكتروني، وتعطيل بعضها بشكل دائم، في رسالة واضحة تشير إلى أن أنّ المواجهة العسكرية لم تعد السلاح الوحيد لصدّ الاحتلال، فهناك سلاح جديد يتمثّل في المقاومة الإلكترونية.

ونتيجة لقلق الكيان الإسرائيلي من الهجمات التي يتعرض لها، باشرت الحكومة الإسرائيلية وجيشها بتشكيل وحدات تختص بصدّ الهجمات الإلكترونية وتعقب المنفذين كـ"الهيئة الوطنية للحرب الإلكترونية (سايبر)"، الوحدة "رام" التابعة لجهاز الشاباك الإسرائيلي، فضلاً عن الوحدة 8200، التي تختص بجمع معلومات إلكترونية لصالح الجيش الإسرائيلي.

وتختص منظمة "أنونيموس" بالهجمات الإلكترونية، وتتوزع على شكل مجموعات في مختلف أنحاء العالم عبر جنسيات متعددة وأعمار متفاوتة. وتتخذ المنظمة من الحاسوب وأنظمة البرمجة وقوائم المعلومات، التي تجمعها، أسلحة أساسية لتنفيذ مهماتها، فيما يُشترط السرية والخبرة والالتزام بمبادئ العمل للانضمام إلى المنظمة.

ولا تكشف المنظمة عن عدد أفرادها، إلا أن المتحدث الإعلامي لها، المعروف بلقب "بلاك أوبس" وهو من سكان قطاع غزة، يوضح أن عدد أفراد الفريق الأول للمنظمة نحو 370 فرداً، مشيراً إلى أن عدد المتعاونين مع المنظمة في ازدياد مستمر.

وتعدّ وسيلة الإغراق أو حجب الخدمة عن طريق الزيارات الوهمية من أبرز الوسائل التي تعتمدها المنظمة في هجماتها، فضلاً عن طريقة الاختراق والوصول إلى لوحة التحكم الخاص بالموقع المستهدف.

ويوضح المتحدث الإعلامي، في حديث خاص مع"العربي الجديد"، أنه "لا توجد لدينا عنصرية لأية دولة أو ديانة أو انتماء حزبي، هدفنا الأول إبادة إسرائيل إلكترونياً، فضلاً عن التصدي للظلم والفساد أينما كان، فنحن مقاومة من نوعٍ آخر نمتلك أسلحتنا وأساليبنا الخاصة"، مشدداً على عدم تسميتهم بالقراصنة بل بالمقاومة الإلكترونية.

ويشير إلى أنه "يسبق أي هجوم دراسة معمقة لطبيعة العملية والموعد المناسب للتنفيذ، وتستمر فترة الدراسة والإعداد للهجوم نحو شهرين أو أكثر، وخلالهما نضع قائمة بالمواقع المستهدفة، ونتفحص أنظمة الحماية والثغرات ونقاط الضعف، التي تسهل علينا المهمة". كما يلفت إلى أن فترة الإعداد تتضمن عملية تأمين حسابات أفراد المنظمة، وخطوط الاتصال، وتحصين جميع المواقع، التي قد تتعرض لعملية رد فعل من القراصنة الإسرائيليين.

وتوجد في المنظمة فرق خاصة، لها وظائف محددة، كفريق التشفير والذي يهتم بتشفير المعلومات التي تحصل عليها المنظمة وتأمينها، وفرقتي السيرفات (الخوادم) والأجهزة واللتين تهتمان بعمليات اختراق أجهزة الحاسوب والسيرفات، وفريق البرمجة الذي يؤمن طرق التواصل بين الأفراد وتوزيع المهام، فضلاً عن فريق الحماية الذي يوفر طوق حماية لمنفذي الهجوم.

وبينما كانت فصائل المقاومة الفلسطينية تواجه قوات الاحتلال عسكرياً خلال العدوان على القطاع، كانت مجموعات من "المقاومة الإلكترونية" تشنّ هجماتها على المواقع الإسرائيلية المختلفة، لتنجح في توجيه ضربات موجعة، على حد قول مدير قسم البرمجة في المنظمة "جوبا".

ويضيف المتحدث الإعلامي للمنظمة:"اخترقنا موقع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وحصلنا على قائمة بأسماء بعض المتعاونين معه، وسيطرنا على موقع الحكومة أربعة أيام، وكذلك الموقع الرسمي لجيش الاحتلال لمدة يوم".

ونجحت المنظمة أيضاً في اختراق موقع وزارة المالية والداخلية وبنك "يونيون" الإسرائيلي، وسحب معلومات الزبائن، وبعض مواقع البلديات، الأمر الذي دفع وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، إلى الاعتراف بتعرض إسرائيل لهجوم إلكتروني خلال العدوان، بينما قال مركز مكافحة الهجمات الإلكترونية في جامعة "تل أبيب" إن معدل الهجمات الإلكترونية على المواقع الإسرائيلية ارتفع خلال العدوان إلى 900 في المائة.

ويوضح مدير قسم البرمجة في المنظمة، في حديث مع"العربي الجديد"، أنّ "الاحتلال يحاول إخفاء حجم الخسائر والصدمة التي يتعرض لها في إثر الهجمات الإلكترونية، ولكننا نركز على أن نستهدف خلال أي هجوم مواقع لها علاقة بالمحيط الاجتماعي، كمراكز التسويق الكبرى والبنوك والجامعات، والتي من خلالها يتضح حجم الضربة، ويعترف الاحتلال بالهجوم".

وشدد "جوبا" على أهمية استخدام "الهندسة الاجتماعية" للحصول على بعض المعلومات، عن طريق انتحال الشخصية، أو نيل ثقة الضحية، مما يساعد على اختراق الأنظمة المحكمة عبر العقول وليس البرمجة، مشيرا إلى أن بعض المعلومات التي تحصل عليها مجموعات الاختراق ترسل إلى فصائل المقاومة والجهات المعنية للاستفادة منها.

ويعود تاريخ تأسيس المنظمة إلى عام 2010، فيما تعد عملية "Operation Israel" من أشهر العلميات، التي نفذتها المنظمة في شهر أبريل/نيسان 2013، والتي استهدفت خلالها آلاف المواقع الإسرائيلية الحكومية والخاصة، أبرزها موقع مجلس الوزراء الإسرائيلي، وبنك "أورشليم"، وسوق الأوراق المالية، ونحو 19 ألف حساب إسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي.