إسرائيل لا ترضي البريطانيين

06 فبراير 2015
روسيا وإسرائيل على قائمة الدول غير المفضّلة (Getty)
+ الخط -
تتراجع مكانة إسرائيل في قلوب وعقول الرأي العام البريطاني، خلال السنوات الأخيرة، إذ يعتبر 35 في المائة من الجمهور البريطاني إسرائيل دولة غير مفضلة. وتظهر دراسة أجراها معهد "تشاتم هاوس"، بالتعاون مع مؤسّسة "يوغوف" لاستطلاعات الرأي، أنّ إسرائيل باتت تقع في المرتبة الثانية كدولة غير مفضلة للشعب البريطاني بعد كوريا الشمالية التي لا يفضلها 47 في المائة من المشاركين في الاستطلاع.
وتحلّ إيران في المرتبة الثالثة، إذ لا يفضّلها 33 في المائة من الرأي العام البريطاني. ويعيد التقرير تراجع شعبيّة إسرائيل في الأوساط البريطانية بـ18 نقطة منذ عام 2012، إلى العدوان الذي شنّته على قطاع غزة، صيف العام الماضي.

وتتصدّر روسيا على المستوى الأوروبي، قائمة الدول غير المفضّلة عند البريطانيين، إذ تبيّن الدراسة أن ثلثي الجمهور وقادة الرأي العام في بريطانيا، يعتقدون أنّ روسيا تشكل تهديداً لأمن دول الاتحاد الأوروبي، علماً أن مكانة روسيا قد تراجعت في الأوساط البريطانيّة، بعد تدخّلها العسكري في أوكرانيا.

وتكشف الدراسة المسحيّة، التي تركّز على استطلاع اتجاهات الجمهور وقادة الرأي العام في بريطانيا، عن أولويّات السياسة الخارجيّة للمملكة المتّحدة، أنّ الجمهور البريطاني لا يزال أكثر ميلاً لإجراء استفتاء شعبي حول عضويّة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

ويعرب 60 في المائة عن تأييدهم للاستفتاء، مقابل معارضة 24 في المائة فقط. وتظهر نتائج الاستطلاع أنّ نسبة المؤيدين للبقاء ضمن الاتحاد لا تزال أعلى من نسبة الراغبين في الخروج منه. وجاء في الدراسة أن انتقاد شريحة واسعة من الجمهور البريطاني آليات عمل الاتحاد الأوروبي، وما يعانيه من جوانب سلبية كالبيرقراطية وإضعاف النفوذ الدولي للدول الأعضاء، وإضعاف سيطرة الدول الأعضاء على حدودها، لم يمنع تمسك شريحة أوسع من الجمهور البريطاني بالاتحاد الاوروبي، والدعوة الى تعزيز العلاقات البريطانية معه باعتباره يقوي نفوذ الدول الأعضاء على الساحة الدولية. كما يوفّر لشعوب الدول الأعضاء حرية أوسع في التنقل والإقامة، وباعتباره الأقرب على بريطانيا من الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى مستوى دور بريطانيا عالميّاً، تكشف الدراسة أنّ الغموض حول مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وتقليص ميزانيات الدفاع والدبلوماسيّة، وفشل الحكومة في الحصول على تأييد البرلمان للتدخل في سورية، كلها عوامل ساهمت في تنامي انطباع عام بانكماش مكانة بريطانيا على الساحة الدولية. مع ذلك، تؤكّد الدراسة أنّ بعض المؤشرات التي قدّمتها النتائج تظهر عدم ميل بريطانيا إلى الانعزالية، وإنما على العكس تماماً، تظهر ميل القيادات وصانعي السياسات الخارجية البريطانية إلى لعب دور حيوي وطموح على الساحة الدوليّة.

ومع أن نتائج الاستطلاع تظهر أن 63 في المائة من الرأي العام، و61 في المائة من قادة الرأي العام، يؤيّدون طموحات بريطانيا الرياديّة على الصعيد الدولي، لكنّ الدراسة تسجّل أنّ موقف الرأي العام، يتّسم بدرجة من الحذر والريبة، إزاء التدخل البريطاني لدعم الانتفاضات الشعبية في الخارج. ويرى 17 في المائة فقط من المستطلعين، أنّه على المملكة المتحدة مسؤولية أخلاقية لدعم الانتفاضات الشعبية ضد الحكام المستبدين.


في المقابل، تكشف الدراسة عن ميل معظم الجمهور البريطاني إلى جهة تركيز السياسة الخارجية على حماية المملكة المتحدة في حدودها، مع اقتصار التدخل الخارجي على تقديم المساعدات التنموية. ومع أن أغلبية المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أنه على بريطانيا مسؤولية في الحفاظ على الأمن الدولي، لكنّهم يظهرون أكثر ميلاً لاستخدام وسائل وأدوات الدبلوماسية الناعمة وتوسيع مشاركة بريطانيا في قوات حفظ السلام الدولية، بدلاً من الاعتماد على القوة العسكريّة.

ويعتقد الرأي العام البريطاني وقادة الرأي العام، بحسب الدراسة، أن خمسة أخطار تتهدّد الأمن القومي البريطاني، يتصدّرها الإرهاب الدولي، وخصوصاً الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، ثم الانتشار النووي في دول مثل كوريا الشمالية وإيران، فالجريمة المنظمة لا سيّما تهريب الأفراد والمخدرات عبر الحدود، ثم التهديدات الإلكترونية، وأخيراً الاضطرابات في قطاع الطاقة وعدم استقرار أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية.
المساهمون