وأشار البيان إلى أن عملية القبض جاءت وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة، دون أن يشير إلى زمان ومكان الاعتقال.
ويعتبر قرداش من المقربين للزعيم المفترض الجديد للتنظيم، عبد الله قرداش، الذي يعتقد أنه تولى زعامة التنظيم تحت اسم أبو إبراهيم القريشي الهاشمي عقب مصرع زعيمه السابق أبو بكر البغدادي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي بعملية أميركية في الأراضي السورية.
وعبد الناصر قرداش المعتقل الحالي لدى السلطات العراقية من مواليد 1970 من مدينة تلعفر بمحافظة نينوى شمالي العراق، من القومية التركمانية، وينتمي إلى نفس أسرة الخليفة المحتمل للتنظيم عبد الله قرداش، ويعتبر من القيادات البارزة في التنظيم التي تعرف بقيادات الصف الأول.
ووفقاً لمسؤول عراقي، فإن عبد الناصر قرداش يُعد "صندوق أسرار التنظيم، وعمل في التنظيمات الإرهابية منذ عام 2007، بمناطق عدة من العراق قبل أن ينتقل إلى سورية مع تفجر التظاهرات الشعبية"، لافتاً إلى أن عملية اعتقاله نفذت قبل أيام بتنسيق عالٍ بين جهاز المخابرات العراقي والتحالف الدولي وكان موجوداً لدى مليشيا قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في الجانب السوري وجرى تسلمه بناء على تنسيق مسبق.
وأوضح المسؤول العراقي، في حديث هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "أهمية قرداش تكمن في المعلومات التي يملكها بشأن قيادات التنظيم، وخطوطه وخلاياه وزعيم التنظيم الحالي".
من جانبه، قال الخبير بالشأن الأمني العراقي، أحمد الحمداني، إن "تسلم العراق قيادياً بارزاً بتنظيم "داعش"، من جانب قوات "قسد" قد يعني بداية تنسيق جديد بين الجانبين بعد فترة انقطاع دامت عدة أشهر بسبب رفض العراق تسلم أسر تنظيم داعش الموجودين في مخيم الهول السوري الذي يشرف عليه التنظيم".
ولفت الحمداني في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن القبض على قرداش سيمثل مرحلة جديدة من المعلومات حول التنظيم، مشيراً إلى أن قرداش يُعتبر من قيادات الصف الأول وقد يساعد بالنهاية من رسم ملامح الهيكل القيادي الجديد للتنظيم أيضاً.
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه نشاط تنظيم "داعش" في عدد من المحافظات العراقية ومنها كركوك وديالى وصلاح الدين، في وقت تحاول القوات العراقية الحد من تلك الهجمات عبر تنفيذها عمليات عسكرية واسعة.