10 سنوات على نكبة الإيزيديين في العراق: دعوات لإنصاف ضحايا "داعش"

03 اغسطس 2024
مراسم جنازة رفات 41 ضحية أعدمهم "داعش" قبل عشرة أعوام بسنجار، 24 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يُحيي العراقيون الذكرى العاشرة لجريمة "الإبادة الجماعية" التي نفذها تنظيم داعش في سنجار، حيث ارتكب جرائم قتل وخطف آلاف الإيزيديين.
- نظّم المئات من ذوي الضحايا وقفات استذكار، مطالبين السلطات بالتحقيق في مصير المفقودين، بينما تصدر وسم "سنجار" منصات التواصل الاجتماعي.
- أقرّ البرلمان قانون "الناجيات الإيزيديات" في 2021، لكن مصير أكثر من 3000 إيزيدي لا يزال مجهولًا، مع استمرار سيطرة مليشيا حزب العمال الكردستاني على سنجار.

يُحيي العراقيون اليوم السبت، الذكرى العاشرة لجريمة "الإبادة الجماعية" التي نفذها تنظيم داعش، في الثالث من آب/ أغسطس/ 2014 باحتلال مدينة سنجار وارتكاب جرائم قتل جماعية وإعدامات ميدانية وخطف آلاف آخرين من النساء والأطفال والرجال. وتحل ذكرى الجريمة مع استمرار معاناة الآلاف من العراقيين الإيزيديين وهم جماعة دينية صغيرة تسكن في منطقة سنجار 115 كيلومترا غربي الموصل عاصمة محافظة نينوى شمالي العراق، وسط استمرار بحث السكان عن أي أثر يوصلهم لمصير ذويهم الذين خطفهم التنظيم.

ونفذ تنظيم داعش في مثل هذا اليوم واحدة من أبشع جرائمه في العراق، بعد اقتحام المئات من مسلحيه بلدة سنجار وتنفيذه عمليات إعدام بحق المئات من الرجال والشباب وإقدامه على خطف آلاف النساء والفتيات بينهم أطفال وما زال أكثر من 3 آلاف منهم لغاية الآن مجهولي المصير.

أهالي سنجار يستذكرون ضحايا الفاجعة

وصباح اليوم السبت، نظّم المئات من ذوي الضحايا وقفات استذكار في شوارع وساحات مدينة سنجار، مطالبين السلطات العراقية ببذل المزيد من الجهود للوصول إلى مصير من لا يزال مغيبا لغاية الآن، مع محاسبة المتورطين بالجريمة. وتصدر وسم سنجار أو (شنكال) باللغة الكردية منصات التواصل الاجتماعي، لاستذكار الفاجعة، ونشر صور الضحايا والتعليق عليها.

على الصعيد السياسي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان: "نستذكر في هذا اليوم، الثالث من آب، ما واجهه أبناء شعبنا الإيزيديون وباقي المكونات من انتهاكات سافرة وممارسات وحشية ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحقهم". وأضاف أنّ "حكومتنا تواصل العمل على ضمان حقوق كلّ المكونات التي عانت من الإرهاب، والمتابعة الحثيثة لتنفيذ القوانين والتشريعات لإنصاف الضحايا، والاستمرار بإعمار مناطقهم من أجل عودة جميع النازحين، وما زالت قواتنا تلاحق فلول الإرهاب حيث لا مهرب لهم".

فيما طالب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، بتنفيذ اتفاقية سنجار الخاصة بتطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها، مشدداً على ضرورة مغادرة حزب العمال الكردستاني المدينة وترك الإيزيديين ليحكموا أنفسهم بأنفسهم، وفقا لكلمة ألقاها خلال مراسم الذكرى السنوية العاشرة على الجرائم بحق الإيزيديين التي أقيمت في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال عضو البرلمان العراقي صائب خدر "نستذكر اليوم الذكرى العاشرة للإبادة الايزيدية التي حدثت لأبناء شعبنا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي (..) إننا نستذكر اليوم ونتطلع إلى أن تنتهي معاناة أهلنا في سنجار وإحقاق حقوق شعبنا في العراق ومحاسبة من تسبب بهذه الإبادة".

واعتبر العراق ودول أخرى ما تعرض له أبناء الديانة الإيزيدية في الثالث من آب/ أغسطس عام 2014 جريمة إبادة جماعية. وفي مارس/ آذار 2021، أقرّ البرلمان العراقي، قانونا خاصا بالنكبة وسمّاه قانون "الناجيات الإيزيديات"، ومن أهم بنوده منح امتيازات مالية ومعنوية، لتسهيل إعادة اندماج ضحايا جرائم داعش، في المجتمع، كما خصص القانون راتباً تقاعدياً، وقطعة أرض سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط الدراسة، إذ أعفاهن من شروط العمر والأجور وغيرها من الاستثناءات.

ولاقى القانون ترحيباً واسعاً من المستفيدين منه، وتحديداً شريحة النساء اللاتي يبلغ عددهن الآلاف من ضحايا التنظيم، واللاتي جرى تحريرهن من قبل القوات العراقية والتحالف الدولي وقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان.

مصير مجهول لأكثر من ثلاثة آلاف إيزيدي

ويقول عضو البرلمان العراقي، محما خليل لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من 3000 إيزيدي وإيزيدية بين مختطف ومغيب، لا أحد يعرف مصيرهم حتى الآن أحياء أم أموات"، واصفا التحركات العراقية للبحث عن الناجين منهم بأنها "غير كافية"

وتعاني سنجار وهي المعقل الرئيس لأبناء الديانة من سيطرة مليشيا حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، بما يحول دون جهود إعادة إعمار المدينة وتطبيع الأوضاع فيها، إذ ما يزال أكثر من نصف السكان نازحين بفعل عدم الاستقرار الأمني فيها، وتوقف جهود الإعمار بما فيها المنازل المدمرة.