هجوم صاروخي جديد يستهدف السفارة الأميركية في بغداد دون خسائر

18 يونيو 2020
انتشار أمني كثيف في المنطقة الخضراء(حيدر هادي/الأناضول)
+ الخط -
تشهد العاصمة العراقية بغداد، منذ فجر اليوم الخميس، إجراءات أمنية مشدّدة، وتحليقاً منخفضاً لمروحيات عراقية، عقب هجوم بصواريخ "كاتيوشا" استهدف المنطقة الخضراء وسط العاصمة، سقطت بالقرب من مبنى السفارة الأميركية.
ووفقاً لمصدر أمني، تحدث لـ"العربي الجديد"، شرط عدم ذكر اسمه، فإن "4 صواريخ من طراز كاتيوشا سقطت، فجر اليوم الخميس في ساحة الاحتفالات الكبرى القريبة من مبنى السفارة الأميركية"، مشيراً إلى أنها "أحدثت أضراراً مادية في المباني".
ولفت إلى أن "القوات الأمنية العراقية بادرت بالانتشار في محيط المنطقة، تحسباً لوقوع هجوم آخر".
وأصدرت خلية الإعلام الحربي، بياناً، قالت فيه إنها عثرت على منصة إطلاق الصواريخ بالقرب من معسكر الرشيد جنوبي العاصمة، مؤكدة أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر، من دون أن تدلي بأي تفاصيل أخرى.

وهذا الهجوم هو الرابع من نوعه في أقل من أسبوع إذ تزامنت الهجمات الصاروخية مع بدء أولى جلسات الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، والذي تضمن تعهد بغداد بحماية المصالح الأميركية ووقف الهجمات عليها، وفقاً للبيان المشترك الذي صدر عن الطرفين.

واستهدفت هجمات مماثلة معسكرا للقوات الأميركية قرب مطار بغداد وقاعدة التاجي غرب وشمالي العاصمة باليومين الماضيين.


إلى ذلك، أفاد شهود عيان في مناطق قريبة من المنطقة الخضراء، لـ"العربي الجديد"، بأنّ مروحيات عراقية تحلق بكثافة في سماء عدد من المناطق وعلى نحو منخفض منذ ساعة إطلاق الصواريخ، مشيرين إلى أن "القوات الأمنية أقامت حواجز أمنية متحركة في العديد من شوارع العاصمة خاصة في مناطق الكرادة والقادسية والصالحية، المحيطة بالمنطقة الخضراء، وتقوم بتفتيش السيارات والمواطنين، ما تسبب بزحام في حركة السير والمرور".

وكانت وزارة الداخلية العراقية، قد أعلنت، ليل أمس الأربعاء، القبض على متورطين بإطلاق الصواريخ في العاصمة، وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء خالد المحنا، في تصريح متلفز، "ألقينا القبض على متورطين بإطلاق الصواريخ، وهناك إرادة حقيقية بإنهاء ملف قصف المنطقة الخضراء والمقار العسكرية".
وأضاف أن "هناك بعض العمليات كشفتها دوائر الاستخبارات، وأسهمت بالقبض على المتورطين"، مؤكداً أن "القوات الأمنية لها القدرة والجاهزية، وتتمكن من القضاء على أي تهديد أمني".

من جهته، حمّل عضو لجنة الأمن البرلمانية، النائب عبد الخالق العزاوي، الحكومة ورئيسها مصطفى الكاظمي، مسؤولية حفظ أمن البلاد، ومنع استمرار القصف الصاروخي، الذي يطاول المعسكرات التي تضم قوات أميركية.
وقال العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف الذي يطاول المقار والقواعد التي تضم جنوداً أميركيين، يهدد الاتفاقية بين بغداد وواشنطن والحوار الجديد معها، كما أنه يؤثر على أمن البلاد، ويجب إنهاؤه بأسرع وقت ممكن"، مبيناً أن "الكاظمي إذا ما أراد أن يمنع تلك الهجمات فعليه أن يتخذ قراراً صارماً بردع المليشيات التي تنفذها".

وكان صاروخ "كاتيوشا" قد سقط، ليل الأربعاء – الخميس، قرب مبنى السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء ببغداد، وهو أول استهداف للمصالح الأميركية في العراق منذ أكثر من شهرين، أعقبه بيومين هجوم آخر بصاروخين استهدفا قاعدة التاجي التي تستضيف قوات أميركية، ومن ثم هجوم وقع أمس الأول بـ3 صواريخ وقعت في محيط مقر يضم قوات أميركية في مطار بغداد الدولي غربي العاصمة.
ويتوقع أن تفرض الهجمات مزيداً من التحديات على حكومة الكاظمي التي تعهدت للأميركيين بوقف الهجمات ضد قواتها، كما أنها قد تمثل رد فعل للفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق، برفض مخرجات الجلسة الأولى للحوار الأميركي العراقي الذي أقر تقليص عدد القوات الأميركية في العراق، وهو ما اعتبرته فصائل عدّة في بيانات متفرقة مخيباً لها على اعتبار أنهم يطالبون بالانسحاب وليس تقليص العدد.

المساهمون