ألقت قوات الجيش الجزائري القبض على مسلح بارز كان قد التحق بصفوف الجماعات الإرهابية التي تحولت إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، قبل أكثر من 27 عاماً، وظل ينشط في صفوفها في منطقة جيجل، شرقي البلاد.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع بأن وحدة للجيش كانت تقوم بعملية تمشيط بجبل مسعادة بمنطقة الميلية ولاية جيجل، وتمكنت من إلقاء القبض، أمس الأربعاء، على لعور فهيم، ويدعى نعيم، وتتهمه الجزائر بالانضمام إلى جماعات إرهابية سنة 1994 كممرض.
وأفاد المصدر نفسه بأن العملية مكنت من استرجاع مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف، الأول كان بحوزة المسلح المعتقل، أما السلاح الثاني فقد تم ضبطه بناء على معلومات منه، إضافة إلى مخازن ذخيرة مملوءة ونظارة ميدان، وحقيبة ظهر بها أغراض متنوعة، ومبلغ مالي بالعملة المحلية، ومبلغ آخر يُقدر بخمسة آلاف يورو، يعتقد أنه من عائدات كان أرسلها فرع التنظيم في شمال مالي من الفدية التي دفعتها فرنسا لتنظيم القاعدة لإطلاق سراح رهائن فرنسيين كانوا لديه.
وذكر بيان الدفاع الجزائرية أنه تم خلال العملية تدمير مخبأ كان يأوي إليه المسلح المعتقل مع رفاقه، يحتوي على ألبسة ومواد غذائية وصفائح لتوليد الطاقة الشمسية، وأوضحت أن هذه العملية لا تزال متواصلة.
وليست هذه المرة الأولى التي تلقي فيها قوات الجيش القبض على مسلح ينشط في صفوف الجماعات الإرهابية منذ بدء النشاط الإرهابي في بداية التسعينيات من القرن الماضي في الجزائر، بعد وقف المسار الانتخابي في البلاد من قبل الجيش في يناير/كانون الثاني 1992، إذ كانت السلطات قد أوقفت مسلحين بارزيين في التنظيمات الإرهابية، وحتى عائلات بأكلمها تعيش داخل مخابئ في الجبال منذ منتصف التسعينيات.
وعلى الرغم من إصدار السلطات قانون الوئام المدني في سبتمبر/ أيلول 1999، والذي يسمح للمسلحين بالنزول من الجبال وتسليم أسلحتهم والاستفادة من عفو سياسي، ثم تعزيز ذلك بقانون المصالحة الوطنية في سبتمبر 2005، والذي يشتمل على تسوية وتدابير عفو لصالح الإرهابيين، فإن عدداً من عناصر المجموعات الإرهابية، خاصة الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تحولت لاحقاً إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، رفضوا وقف النشاط المسلح والاستفادة من تدابير العفو.