يشعياهو غبيش.. رحيل الجنرال الإسرائيلي الذي قاد احتلال سيناء وغزّة

03 أكتوبر 2024
يشعياهو غبيش (يمين) مع إسحاق رابين 31 ديسمبر 1966 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يشعياهو غبيش عن عمر 99 عاماً، وكان قائداً لعملية احتلال سيناء وقطاع غزة في حرب 1967، لكنه شعر بالتحسر لعدم تقديره مثل الجنرالات الذين قادوا احتلال القدس.
- وُلد في 1925 وشارك في أربع حروب، منها حرب 1948، وأصيب في معركة ضد الجيش اللبناني، واعتبر من مؤسسي جيش الاحتلال الإسرائيلي. استُدعي مجدداً في حرب أكتوبر 1973.
- عبّر في كتابه عن خيبة أمله من عدم حصوله على الثناء المستحق، حيث شعر بأن الانتصار في الحرب لم يُذكر بجانب تحرير القدس.

توفي الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يشعياهو (شايكي) غبيش، اليوم الخميس، عن عمر ناهز 99 عاماً، وهو آخر جنرالات جيش الاحتلال الكبار في حرب 1967 (نكسة حزيران) حيث قاد عملية احتلال شبه جزيرة سيناء وقطاع غزّة بصفته قائد المنطقة الجنوبية في حينه، ليعود ويتحسّر على ضياع "مجده" بعد احتلال سيناء على وقع ذهاب التقدير الأكبر للجنرالات الذين قادوا احتلال القدس. وفي نهاية حرب حزيران، علّق غبيش في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت على احتلال الجيش الإسرائيلي لسيناء في غضون أيام، قائلاً: "حتى في أحلامي الوردية، لم أتخيل أبداً أننا سندمّر العدو بهذه القوة". 

كان غبيش، من مواليد 1925، مقاتلاً في قوات البلماح التابعة لمنظمة الهاغاناه الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وشارك في أربع حروب ويُعتبر من مؤسسي جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

شارك غبيش في حرب 1948 (النكبة الفلسطينية) بصفته قائد سرية في لواء يفتاح، وقام بعدة عمليات عسكرية في مناطق مختلفة، منها معركة "مشمار هعيمق" على اسم الكيبوتس المقام على جانب الطريق الرئيسي الذي كان يربط جنين بحيفا، حيث تشير مصادر عبرية إلى أنه تصدّى للقوات التي قادها فوزي القاوقجي، الذي كان وقتئذ قائداً ميدانياً في "جيش الإنقاذ". وفي يوم النكبة 15 مايو/ أيار الذي تعتبره دولة الاحتلال يوم "استقلال"، حارب غبيش في معركة ضد الجيش اللبناني في منطقة قرية المالكية في الجليل الأعلى أصيب خلالها بقدمه.  

وفي عام 1970 تقاعد من الخدمة الدائمة في جيش الاحتلال، ولكن تم استدعاؤه مجدداً إلى الخدمة الاحتياطية في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي تُعرف إسرائيلياً بحرب يوم الغفران، وعُين قائداً لمنطقة "شلومو" وتولّى مسؤولية الجزء الجنوبي من شبه جزيرة سيناء وعلى معظم الشريط الساحلي على طول خليج السويس. وعن دوره في هذه الحرب تقول مصادر عبرية إنه تم صد قوات الكوماندوز المصرية المتمركزة خلف الخطوط وإيقاف محاولة مصرية للتقدّم نحو مدينة رأس سدر الساحلية.

تقارير عربية
التحديثات الحية

غبيش: "سرقوا مني الأضواء"

وفي كتاب حول مسيرته وذكرياته من الحروب، عبّر غبيش عن خيبة أمله لأن زملاء له نالوا ثناءً أكبر على ما قدموه في الحروب، رغم قيادته الجبهة "الأخطر"، مشيراً إلى شعوره بأن الظروف التاريخية "سرقت" منه "مجده"، واعتبر أنه كان من الطبيعي أن يركز الجمهور على احتلال القدس الشرقية وحائط البراق.

وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس، أنه في اليوم الثالث من حرب عام 1967، وبينما كان غبيش في ذروة معركة في صحراء سيناء، سمع عبر أجهزة اللاسلكي عبارة "جبل الهيك في أيدينا" في إشارة إلى المسجد الأقصى. وأضافت مقتبسة من كتاب غبيش: "ذرفت دموعاً تأثراً باحتلال البلدة القديمة، لكنني قلت أيضاً: سرقوا مني الأضواء. نحن من أدرنا الحرب على أخطر جبهة بالنسبة لإسرائيل، جبهة نخوض فيها أكبر حرب منذ قيام الدولة، وهي حرب بمقاييس عالمية، حتى مقارنة بالحروب الكبرى في القرن العشرين. حرب نقف فيها على حافة النصر، ونهزم الجيش الذي أمامنا، ونزيل التهديد الوجودي من فوقنا، ومع ذلك، المجد يكمن في مكان آخر".

وأضاف غبيش معبراً عن حسرته الكبيرة: "لقد انتصرنا في الحرب، لكن أقوى شيء سيبقى إلى الأبد في الذاكرة الوطنية هو تحرير (احتلال) البلدة القديمة وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) والحائط الغربي (حائط البراق) - القدس المرتبطة بها معاً".