- الحرس الثوري الإيراني يدرس خيارات للرد تشمل هجمات بصواريخ متوسطة المدى وعبر وكلاء في سورية والعراق، رغم قلق المرشد الإيراني من رد إسرائيلي واسع.
- جهود دبلوماسية مكثفة من أكثر من 12 دولة لخفض التوترات، مع استنفار المليشيات الإيرانية في سورية وتحذيرات للولايات المتحدة بعدم التدخل، بينما تتخذ الأخيرة تدابير لحماية موظفيها.
مصادر إيرانية: طهران ترفض طلبات الوساطة وتجهز ردها على إسرائيل
من بين السيناريوهات شنّ هجوم مباشر على إسرائيل بصواريخ متطورة
واشنطن تمنع موظفيها في إسرائيل من التنقل خارج 3 مدن
تستعدّ إسرائيل لهجوم مباشر من إيران على جنوبها أو شمالها خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصدر مطلع على الموضوع، فيما تحدث مصدر آخر على تواصل مع القيادة الإيرانية عن أنه تتمّ مناقشة خطط الهجوم، لكن لم يتمّ اتخاذ قرار نهائي بعد.
وقُتل القائد في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد رضا زاهدي، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت في مطلع الشهر الحالي مبنى القنصلية الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق. وأكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن إيران رفضت طلب أطراف وسيطة، خلال الأيام الأخيرة، بضبط النفس وعدم الرد على الهجوم الإسرائيلي. وقالت المصادر إن الجانب الإيراني أبلغ هذه الأطراف بـ"أنه سيرد لمعاقبة الاحتلال الإسرائيلي".
وذكرت الصحيفة الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني تواصل في وقت سابق هذا الأسبوع مع المرشد الإيراني علي خامنئي، وطرح عليه خيارات عدة لضرب المصالح الإسرائيلية، من بينها شنّ هجوم مباشر على إسرائيل بصواريخ متطوّرة متوسطة المدى، وفق مستشار للحرس الثوري. ونشرت حسابات مقرّبة من الحرس الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، مقاطع فيديو تظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا والمنشآت النووية في ديمونة.
وفي وقت تحدثت فيه "وول ستريت جورنال" عن أن خامنئي لم يتخذ قراراً بعد بشأن الخطط، أشارت إلى أنه يشعر بالقلق من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية إذا تم اعتراض المقذوفات الإيرانية وقامت إسرائيل بردّ واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران.
وتشمل سيناريوهات الردّ المحتملة هجمات يشنّها وكلاء طهران في سورية والعراق، والتي قامت من أجلها إيران بتسليم طائرات من دون طيار في الأيام الأخيرة، وفقاً لمستشارين للحرس الثوري وحكومة النظام السوري، ولفتوا إلى أنه يمكن لإيران وحلفائها أيضاً مهاجمة الجولان، أو حتى غزة، لتجنّب هجوم داخل الأراضي الإسرائيلية المعترف بها دولياً. وقال أحد المصادر إن الخيار الآخر هو ضرب السفارات الإسرائيلية، ولا سيما في العالم العربي، لإظهار أن العلاقات الودية مع تل أبيب قد تكون مكلفة.
تأهب لمليشيات إيران في سورية
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مناطق وجود المليشيات الإيرانية تشهد منذ يوم أمس الخميس استنفاراً كبيراً، بالتزامن مع التوتر والترقب لتنفيذ التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال إسرائيل لقادة الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية.
وأوضح أن المليشيات أجرت عمليات إعادة تموضع وانتشار لقواتها في مناطق مختلفة في سورية، وأزالت الأعلام والرايات والدلالات التي تؤكد على وجودهم، وجمدت التنقلات العلنية للقيادات باستثناء حالات الضرورة القصوى، إضافة لتغيير سيارات المواكب للقيادات العسكرية.
ويأتي هذا في وقت تكثفت الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد في المنطقة. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من 12 دولة، في مقدمتها دول إقليمية ودول غربية، تواصلت مع الجانب الإيراني لبحث "سبل خفض التوترات على خلفية التهديدات الإيرانية بالرد وإقناعه بعدم الرد". وعن موعد الرد الإيراني، أوضحت المصادر أن "حلقة ضيقة من صناع القرار على علم به"، مرجحة أنه "بات أقرب من أي وقت مضى إن لم يحصل طارئ". وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه رغم اتخاذ قرار الرد إلا أن الحكومة الإيرانية لا تسعى إلى تصعيد الموقف في المنطقة بما يؤدي إلى حرب إقليمية.
وأكدت المصادر أن طهران "وجهت تحذيراً شديد اللهجة للولايات المتحدة بحال قررت التدخل بعد معاقبة إسرائيل"، مشيرة إلى أن "من شأن أي تدخل أميركي أن يُدخل المنطقة في تصعيد خطير لا يمكن التكهن بمآلاته من جهة، ويعرّض المصالح الاقتصادية والعسكرية الأميركية لخطر غير مسبوق". كما نقلت طهران إلى أطراف غربية "تهديداً واضحاً للاحتلال الإسرائيلي من مغبة أي رد على الرد"، مؤكدة أنه في حال "استهدفت إسرائيل الأراضي الإيرانية ستتلقى ردوداً مضاعفة قاسية".
وأمس الخميس، منعت الولايات المتحدة موظفيها في إسرائيل وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب والقدس وبئر السبع وسط التهديدات الإيرانية بالانتقام من إسرائيل. وقالت السفارة الأميركية في تحذير أمني على موقعها على الإنترنت: "لمزيد من الحذر، يُمنع موظفو الحكومة الأميركية وأفراد أسرهم من السفر لأغراض شخصية خارج مناطق تل أبيب الكبرى (بما في ذلك هرتسليا ونتانيا وإيفن يهودا) والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر". وأضافت: "يُسمح لموظفي الحكومة الأميركية بالتنقل بين هذه المناطق الثلاث لأغراض شخصية". وتنتهج واشنطن سياسة إبلاغ جميع المواطنين الأميركيين من خلال مثل هذه التحذيرات عندما تقوم بتحديث التدابير الأمنية لموظفيها في بلد ما.