"وول ستريت جورنال": تفاصيل تحذير أميركي سري لطهران قبل هجمات "داعش" في إيران

25 يناير 2024
مسؤولون أميركيون: المعلومات التي قدمت لإيران كانت كافية لإحباط الهجوم (Getty)
+ الخط -

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة حذرت إيران سراً من أن تنظيم "داعش" كان يستعد لتنفيذ الهجوم الإرهابي الذي أدى في وقت سابق من هذا الشهر إلى مقتل أكثر من 80 إيرانياً في تفجيرين انتحاريين. 

وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم الخميس، أكد مسؤولون لـ"وول ستريت جورنال" أن المعلومات التي نُقلَت إلى إيران كانت محددة بما فيه الكفاية حول الموقع وفي الوقت المناسب بما يكفي لاستفادة طهران منها وإحباط الهجوم الذي وقع في 3 يناير/كانون الثاني، أو على الأقل التخفيف من عدد الضحايا.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن المسؤولين الإيرانيين لم يردوا على الولايات المتحدة بشأن التحذير، فيما ذكر عدد من المسؤولين للصحيفة أنهم لم يفهموا سبب فشل الإيرانيين في إحباط الهجوم. 

وكان مسؤولو إدارة بايدن قد أكدوا بعد فترة وجيزة من هجوم 3 يناير/كانون الثاني في إيران أن لديهم معلومات تفيد بأن تنظيم داعش-خراسان هو المنفذ للهجوم، لكنهم لم يكشفوا حينها أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية مسبقة عن الهجوم أو أنهم أبلغوا الإيرانيين.

وفشلت إيران في إحباط التفجيرات الانتحارية في مدينة كرمان بجنوب شرق البلاد، التي استهدفت حشدًا كان يُحيي ذكرى وفاة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني، الذي قُتل في هجوم بطائرة دون طيار في يناير 2020 بالقرب من مطار بغداد بأمر من الرئيس الأميركي حينها، دونالد ترامب.

وأكد مسؤول أميركي للصحيفة: "قبل الهجوم الإرهابي الذي شنّه داعش في 3 يناير 2024، في كرمان بإيران، زودت الحكومة الأميركية إيران بتحذير خاص بوجود تهديد إرهابي داخل الحدود الإيرانية"، لكن مسؤولين أميركيين رفضوا تحديد القنوات التي استُخدمت لتحذير إيران أو الكشف عن تفاصيل ما مُرِّر، ولم يذكروا ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها واشنطن مثل هذا التحذير إلى إيران. 

وطبقاً لمسؤول أميركي، فإن الإدارة الأميركية اتبعت سياسة "واجب التحذير طويلة الأمد التي نفّذتها الإدارات الأميركية المتلاحقة لتحذير الحكومات من التهديدات القاتلة المحتملة. إننا نقدم هذه التحذيرات لتفادي سقوط أرواح بريئة في الهجمات الإرهابية".

وكانت التفجيرات التي وقعت في كرمان، والتي أدت إلى مقتل 84 إيرانيًا وإصابة مئات آخرين، أكثر الهجمات الإرهابية دموية داخل إيران منذ تولت الحكومة الحالية السلطة في الثورة الإيرانية عام 1979.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته بعد الهجوم، قائلاً إن اثنين من عناصره فجّرا أحزمة ناسفة. 

الأسباب التي دفعت واشنطن إلى تحذير إيران

طبقاً لمسؤول أميركي سابق، فإنه قد يكون هناك عدد من الأسباب التي دفعت واشنطن إلى تحذير إيران، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى حماية المدنيين الأبرياء، فإن التحذير هدف إلى منع طهران من الرد على الهجوم بطريقة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الاضطراب في المنطقة وربما تقويض المصالح الأميركية.

ولفت مسؤولون أميركيون سابقون إلى أن تقديم مثل هذا التحذير لإيران قد يكون أيضًا وسيلة لتحفيز الحوار مع طهران في قضايا السياسة الخارجية.

وقال ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، دوغلاس لندن: "مع إيران، أصبح الأمر رماديًا"، لأن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، ومع ذلك فإن معظم الضحايا المقصودين لهجوم داعش-خراسان كانوا من المدنيين.

وأوضح لندن، الذي عمل في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك قضايا واجبة التحذير، أن قرار إبلاغ إيران قد اتخذه على الأرجح مسؤولون كبار في البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

وأضاف أن "نقل المعلومات الاستخبارية سمح للولايات المتحدة باتخاذ موقف أخلاقي عالٍ، ويمكن أن يكون الهدف منه أيضًا تشجيع إيران على التقبل للتعامل مع واشنطن في بعض المسائل الأمنية".

تحذير سري وتكتم شديد

وأكد مسؤول أميركي أن التحذير الموجه إلى إيران كان سرًا وخضع لتكتم شديد، ما يشير إلى أن واشنطن كانت تحاول تقليل خطر الكشف عن اتصالاتها مع طهران، حتى لو كانت غير مباشرة.

وحسب الصحيفة، فإن تفجيرات داعش-خراسان شكلت "معضلة للمتشددين في إيران، الذين صوروا الولايات المتحدة وإسرائيل على أنهما أعداء النظام الدائمين".

وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إن هجوم داعش في خراسان كان بمثابة انتكاسة مهينة لطهران، التي تدعو استراتيجيتها إلى تدريب وتجهيز العملاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط من أجل تفادي محاربة أعدائها لها في الداخل.

المساهمون