وكالة الطاقة الذرية تعلن إعادة تركيب كاميرات في منشآت إيرانية

05 يونيو 2023
مباحثات مستمرة بين الذرية الدولية وإيران لم تسفر عن اتفاق مستدام حتى الآن (Getty)
+ الخط -

قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في مؤتمر صحافي، اليوم الإثنين، إن الوكالة أعادت تركيب كاميرات المراقبة في منشآت إيرانية، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن الوكالة كانت تطمح لأكثر من ذلك. 

وأضاف غروسي أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% اقترب من 100 كغم، لافتا إلى أن هذا المخزون ارتفع بمقدار الربع في 3 أشهر. 

ولفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تلقت إيضاحات وردودا من الجانب الإيراني بشأن المواقع الثلاثة المشتبهة بممارسة نشاطات نووية سرية حسب إعلان سابق للوكالة. 

وعلق على تصريحات إيرانية بشأن إغلاق ملف موقع "مريوان" من المواقع الثلاثة بالقول إن هذه الردود بشأن الموقع كانت "معقولة"، لكنه قال في الوقت ذاته إنه "لا يمكننا الجزم حاليا ما إذا كان التفسير الإيراني دقيقا أم لا بشأن ما تم العثور عليه في موقع مريوان". 

وأضاف أن الوكالة تحقق في الردود الإيرانية، موضحا أن إيران اتخذت "خطوات إيجابية" نحو استئناف بعض جوانب عمليات المراقبة للوكالة. 

وشدد على أن "تخصيب اليورانيوم ليس محظورا وما نفعله هو التحقق مما يحدث ونبلغ عنه"، مؤكدا في تعليق على انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأداء الوكالة مع إيران، بالقول إن عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية "حيادي وفني ولا نأخذ في الاعتبار رأي الحكومات". 

وأكد غروسي أن الوكالة لم تغير موقفها من الأنشطة النووية الإيرانية.  

وفي وقت سابق اليوم، أشار غروسي خلال اجتماع فصلي لمجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، إلى أن الاتفاق المبرم مع إيران بدأ ينفّذ وحصل "تقدم لكن ليس بالقدر الذي كنت آمله". 

وأوضح أن الوكالة "لأجل المراقبة على تخصيب اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء عالية، قامت لأول مرة بوضع جهاز مراقبة على تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو لتخصيب الوقود وكذلك مصنع تحت الاختبار لتخصيب الوقود في نطنز". 

وتابع أن هذه الإجراءات تساعد الوكالة في "اكتشاف أي تغيير في مستوى التخصيب في هذه المنشآت، لكن هذا جزء مما كنا نريده". 

وصرح مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن "ما يجب أن يحصل هو عملية مستدامة ومستمرة من دون توقف لإنجاز جميع الالتزامات المندرجة في البيان المشترك من دون تأخير". 

وأجرى غروسي، مطلع مارس/آذار الماضي، زيارة إلى طهران توجت باتفاق مع محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على خريطة طريق لحل الخلافات بين الطرفين. وبعد هذا الاتفاق، أجرت وفود فنية من الوكالة زيارات إلى إيران، فضلاً عن زيارات لوفود إيرانية فنية إلى مقر الوكالة في فيينا لبحث حل القضايا العالقة. 

ولا تزال المباحثات مستمرة، ولم يعلن حتى الآن عن نتائجها، على الرغم من تفاؤل يبديه الجانب الإيراني.  

وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجري حول ثلاثة مواقع إيرانية، كانت الوكالة أعلنت أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب؛ إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين.

وتوصل الطرفان مرات عدة إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنهما أخفقا في الوصول إلى اتفاق نهائي، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى العقبة الرئيسية أمام الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية المتعثرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي

وكانت وكالات أنباء إيرانية قد كشفت الثلاثاء الماضي عن توصل إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى حل لإنهاء قضيتين خلافيتين بين الطرفين في المباحثات الجارية بينهما. 

وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية، نقلاً عن مصدر إيراني "مطلع"، إن المفاوضات الفنية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفضت إلى حل بشأن أحد المواقع الثلاثة التي سبق أن أعلنت الوكالة الدولية عن العثور على مواد نووية فيها، فيما بقي الخلاف بشأن موقعين آخرين قائماً. 

وأضافت "تسنيم" أن الموقع الذي أغلق ملفه يُعرف باسم موقع "آبادة" في منطقة مريوان في محافظة كردستان غربي إيران. 

ووافقت إيران على تركيب عدد من كاميرات المراقبة في منشأة "نطنز" النووية في أصفهان، وتمّ تركيب ثلاث كاميرات في الموقع، لكنها "ليست أونلاين ولا تنقل المعلومات"، وفق وكالة "تسنيم". 

أما القضية الأخرى التي تمّ التوصل إلى حل حولها، حسب "تسنيم"، فتمثلت في العثور على جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7 في المائة، حيث سبق أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال مارس/آذار الماضي، اكتشافها جزيئات يورانيوم مخصب بدرجة نقاء 83.7 في المائة، تقترب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة نووية في منشأة فوردو النووية بإيران. 

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت، في تقريرها الصادر في نهاية فبراير 2023، أنها تجري مناقشات مع إيران حول منشأ جزيئات يورانيوم مخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7 بالمائة في منشأة فوردو.

المساهمون