وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مجلس الأمة الكويتي

08 ابريل 2023
شارك في الاعتصام قوى سياسية ونقابية وناشطون (تويتر/ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

اعتصم المئات من المواطنين الكويتيين، عصر اليوم السبت، في ساحة الإرادة أمام مجلس الأمة (البرلمان)، وسط العاصمة الكويت، تضامناً مع فلسطين، ونظموا مهرجاناً خطابياً للتنديد بالاعتداءات المتواصلة لقوات الاحتلال على المرابطين في المسجد الأقصى.

وارتدى العديد من المعتصمين الكوفية الفلسطينية رافعين أعلام فلسطين، وعدداً من اللافتات كُتب عليها عبارات داعمة للمقاومة، وتُحيي نضال الشعب الفلسطيني، وهتفوا: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"واحد واحد واحد الكويت وفلسطين واحد"، و"لا إله إلا الله الصهيوني عدو الله"، و"كلا كلا للتطبيع". كما كان لافتاً حضور الأطفال والنساء في الوقفة الاحتجاجية.

وشارك في الوقفة عدد من التيارات السياسية الفاعلة في البلاد، أبرزها "الحركة الدستورية الإسلامية" (حدس)، وهي الجناح السياسي لـ"الإخوان المسلمين" في الكويت، و"التآلف الإسلامي الوطني" (الشيعي)، و"الحركة التقدمية الكويتية"، و"المنبر الديمقراطي الكويتي"، و"حزب المحافظين المدني"، و"تكتل الشعب مصدر السلطات".

كما شارك في الاعتصام عدد من مؤسسات المجتمع المدني، من بينها جمعية المحامين الكويتية، وجمعية المعلمين الكويتية، وجمعية الثقافة الاجتماعية، والجمعية الاقتصادية الكويتية، وجمعية الإصلاح الاجتماعي، واتحاد عمال البترول، ونادي فروسية الجهراء، والفريق الوطني للمناظرات.

وتواجدت في ساحة الإرادة أيضاً، قوى طلابية مختلفة، هي الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ورابطة كلية القانون الكويتية العالمية، وقائمة الائتلافية في جامعة الكويت، وقائمة الحقوقية في كلية القانون الكويتية العالمية.

وانضمت إلى الاعتصام مجموعة من الجهات الناشطة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مثل "رابطة شباب لأجل القدس"، و"لجنة القدس" في الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت، و"كويتيون ضد التطبيع"، و"ملتقى القدس"، و"كويتيون دعماً لفلسطين"، و"جيل النصر"، و"خليجيون لدعم فلسطين"، و"مرابطات عن بعد".

وتحدث في المهرجان الخطابي ضمن الوقفة الاحتجاجية المتضامنة مع فلسطين، عدد من ممثلي هذه الجهات المختلفة، الذين نددوا من خلالها بالاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى، وشجبوا التطبيع، وأكدوا على التضامن الشعبي الكويتي مع القضية الفلسطينية.

وأعرب ممثل "الحركة الدستورية الإسلامية" في مجلس الأمة، النائب أسامة الشاهين، في خطابه بالوقفة الاحتجاجية، عن الفخر بـ"الأعمال الفدائية الجهادية النضالية، سواء كانت في جنوب لبنان أو في غزة، أو داخل القدس الشريف أو في الضفة الغربية، فتحية للأحرار هناك من الكويت".

من جانبه، قال رئيس حزب المحافظين حماد النومسي: "لا شك أنّ هذه المرحلة السيئة من تاريخ أمتنا لا تضعفنا ولا توهننا، بل تزيدنا إصراراً على أننا إن شاء الله لا بُدّ عائدون، ولا بعد الضعف إلا القوة، ولا بعد الهوان إلا الانتصار مرةً أخرى".

أما نائب رئيس "رابطة شباب لأجل القدس"، راشد الطراروة، فعدّد الانتهاكات التي أقدمت عليها قوات الاحتلال ضد المرابطين، وحيّا نضال الشعب الفلسطيني ضدها.

وأكّد نائب رئيس "اتحاد عمال البترول" عباس عوض، على أنّ "القضية التي توحد الكويتيين جميعاً هي قضية فلسطين، ولا توجد لدينا دولة اسمها إسرائيل، ونعلّم أبناءنا أنها قضية مبدئية"، وأضاف: "المبادئ لا تتجزأ، وكل شيء يتغير بالإنسان إلا المبدأ، وهذا مبدأ الكويتيين".

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية الكويتية، مساء أمس الجمعة، في بيان على موقعها الرسمي الإلكتروني، عن "إدانة واستنكار دولة الكويت للاعتداءات المستمرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق".

وحمّلت في البيان "إسرائيل المسؤولية الكاملة للتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة نتيجة اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى الشريف واعتدائها على المصلين المعتكفين وطردهم بقوة السلاح".

وأكّدت على "رفض دولة الكويت التام لهذه الاعتداءات المتواصلة والتصعيد الممنهج والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية الخطيرة، التي تشكل خرقاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية واستفزازاً لمشاعر المسلمين كافة".

ودعت الخارجية في بيانها، المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته لوقف العنف والتجاوزات الإسرائيلية المتكررة، والعمل على توفير الحماية الكاملة لمصلي المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني الشقيق ومقدسات المسلمين".

في السياق، صرّح رئيس مجلس الأمة، العائد بحكم من المحكمة الدستورية أخيراً، مرزوق الغانم، قائلاً: "استمرار الغطرسة الصهيونية وانتهاكاتها في الأقصى وغيره من الأماكن، يستدعي تحركاً عربياً سريعاً لا يستهدف العرب والمسلمين فقط، بل يشمل العالم بأسره لفضح ممارسات هذا الكيان المحتل".

ودعا، في تصريح صحافي، إلى "تدشين حملات تضامن واسعة سياسية ومالية وإغاثية وإعلامية، تهدف إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وفضح ممارسات الكيان المحتل أمام العالم والمجتمع الدولي".

وأضاف الغانم: "سلسلة الاعتداءات الآثمة التي استهدفت المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى، والعمليات العسكرية الصهيونية التي استهدفت غزة ومناطق من جنوب لبنان، دليل جديد على استحالة السلام مع هذا العدو، الذي لا يعرف إلا لغة الاعتداء".

وشدد على أن ذلك "يتطلب تفعيل ثقافة المقاومة بكل أنواعها، وتفعيل آليات التضامن، المختلفة مع الشعب الفلسطيني المرابط".

المساهمون