وفد مصري في إسرائيل: ترتيبات جديدة لسيناء وتعاون اقتصادي

18 اغسطس 2023
جنود إسرائيليون قرب الحدود المصرية، يونيو الماضي (مناحيم كهانا/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف الوساطة الذي تقوده القاهرة بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، عن زيارة بدأها وفد أمني مصري رفيع المستوى إلى إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي.

وقال مصدر مصري، تحدث لـ"العربي الجديد" بشرط عدم ذكر اسمه، إن "وفداً مصرياً من جهاز المخابرات العامة، ضم شخصيتين بارزتين، أحدهما قيادي بالجهاز، والآخر أحد المسؤولين عن الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، توجه إلى إسرائيل، في زيارة تستغرق عدة أيام، ولم تكن خاطفة كالعادة".

هدف الزيارة التعاون الاقتصادي والطاقة

وأوضح المصدر أن الزيارة "لم تكن ذات أبعاد أمنية فقط، ولكنها كانت مرتبطة أيضاً ببحث ملفات أخرى، منها التعاون الاقتصادي والطاقة، وكذا الترتيبات المرتبطة بقطاع غزة، وأعمال إعادة الإعمار ضمن المبادرة المصرية في قطاع غزة".

مصدر مصري: الوفد بحث الترتيبات الأمنية الجديدة على الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل

وبحسب المصدر، فقد "حمل الوفد المصري رسائل بشأن التطورات الإقليمية المرتبطة بالحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب"، موضحاً أن "توقيت الزيارة كان مقصوداً، حيث جاء مواكباً لعقد القمة الثلاثية" التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العلمين.

وأشار إلى أنه "كان من بين الرسائل، التأكيد على طبيعة الدور المصري وصعوبة تجاوزه، أو انتقاله لأطراف أخرى، مع التأكيد على ضرورة إشراك مصر في أية اتفاقات وتفاهمات متعلقة بالقضية الفلسطينية".

وعلى صعيد المباحثات الأمنية، كشف المصدر أن الوفد "بحث الترتيبات الأمنية الجديدة على الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل، وهي الترتيبات التي تم التوافق عليها في أعقاب حادث المجند المصري محمد صلاح الدين، الذي قام بقتل ثلاثة من جنود جيش الاحتلال في مارس/آذار الماضي".

ترتيبات واسعة في شمال سيناء

وفي سياق موازٍ، كشف المصدر أن زيارة الوفد المصري "تطرقت أيضاً لترتيبات واسعة تجري في شمال سيناء، مرتبطة بشكل مباشر بتيسيرات لها علاقة بالأوضاع في قطاع غزة"، مشدداً على أن "العمليات الجارية بشأن توسعة وتشغيل مطار العريش ليكون مطاراً دولياً، مرتبطة بشكل كبير بحركة المسافرين من قطاع غزة وإليه".

وأضاف: "كما نقل الوفد رؤية فنية كاملة بشأن تنفيذ الاتفاق الخاص بتأهيل وتشغيل حقل غاز غزة مارين من جانب شركة إيغاس المصرية، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وحكومة الاحتلال". وأوضح المصدر المصري أن "الإدارة الأميركية، تسعى لترتيب لقاء جديد بحضور مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة ممثلين لها".

جهد مصر منصب على وقف الاعتداءات الإسرائيلية

وقال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، إن "الجهد المصري مُنصبّ على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، والحفاظ على بصيص الأمل بإمكانية العودة إلى عملية السلام بين الطرفين، في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مصر "تعمل على إعادة الثقة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لأنه أمر أساسي لانطلاق عملية السلام مجدداً، إلا أن الإسرائيلي يفتعل مواقف تهدم الثقة المتهالكة أصلاً، في ظل رغبة إسرائيلية في بتر الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وبين حسن أن "مصر تحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح وفقاً لسياستها الخارجية القائمة على الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني بالدرجة الأولى، في ظل الظروف الفلسطينية الصعبة التي يعيشها تحت الاحتلال، كالإعدامات الميدانية وهدم المنازل وتغول الاستيطان على الأرض".

ولفت الدبلوماسي المصري السابق إلى أن "بين مصر وإسرائيل ملفات هامة تتعلق بمكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات والبشر، وكذلك ملف الطاقة الذي له أولوية قصوى لدى الطرفين".

وفي السياق، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، إن "من عادة مصر التوسط مع إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين، ودخلت مصر في هذا الموضوع عدة مرات".

رخا أحمد حسن: الجهد المصري مُنصبّ على وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني

وأضاف الأشعل أن " حادثة الجندي محمد صلاح أدخلت الملفات الثنائية بين مصر وإسرائيل كالطاقة والحدود في أزمة. وإسرائيل شعرت بالفزع الشديد مما حصل، وتتهم إيران بأنها أثرت على محمد صلاح، الذي لا ينتمي لأي طرف، ويعبر عن مشاعر المصريين جميعاً".

موضوع الطاقة غامض جداً

وبشأن موضوع الطاقة، قال إنه "غامض جداً، وغير واضح، هل مصر تصدر لإسرائيل الغاز أم العكس؟". وتابع: "قرأنا قبل ذلك أن إسرائيل استولت على حقول الغاز المصرية على حدودها المائية مع قبرص، وقرأنا عن تعاقد مصر مع إسرائيل بـ15 مليار دولار، ولم نعد نعرف الحقيقة في ظل الفساد في قطاع البترول والغاز المصري".

وكان وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين اعتبر، أخيراً، أن "التوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، يمكن إنجازه"، وأن "السلام مع السعودية، مسألة وقت وحسب". وجاءت تصريحات كوهين، لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، على خلفية تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، حول "تقدم في الاتصالات بين الولايات المتحدة والسعودية، التي تشمل اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل"، معتبراً أنه "لا يوجد دخان من دون نار".

المساهمون