وفد "طالبان" يلتقي ظريف وسط انتقادات لزيارته إيران

31 يناير 2021
ظريف مستقبلاً قادة "طالبان" (تويتر)
+ الخط -

التقى وفد لـ"طالبان"، برئاسة رئيس مكتبها السياسي الملا عبد الغني برادر، اليوم الأحد، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في طهران بعد عودة الأخير من جولة إقليمية.  

وخلال اللقاء، أكد ظريف استعداد بلاده لـ"تسهيل الحوار بين "طالبان" والحكومة وبقية الأحزاب الأفغانية"، مرحباً بـ"فكرة تشكيل حكومة شاملة تشارك فيها جميع القوميات والفصائل السياسية".

وأضاف ظريف، وفق بيان صحافي للخارجية الإيرانية، اطلع عليه "العربي الجديد"، أن "القرارات السياسية لا تتخذ من فراغ، وتشكيل حكومة شاملة يجب أن يكون نتاج مسار مشترك، مع الأخذ بالاعتبار القوانين الأساسية مثل الدستور".  

وأعرب الوزير الإيراني عن أمله في "استتباب السلام في افغانستان لسحب الذريعة من المحتلين في أقرب وقت ممكن".  

وحسب بيان الخارجية الإيرانية، فإن الملا عبد الغني برادر، قدّم في مستهل اللقاء شرحاً عن أوضاع بلاده ومسار السلام والحوار الأفغاني الأفغاني، مؤكداً أن "العلاقات بين إيران وأفغانستان كانت مبنية دوماً على أساس الصداقة وحسن الجوار"، ومعرباً عن أمله في "تعزيز هذه العلاقات أكثر من ذي قبل بعد استتباب السلام والهدوء في أفغانستان".  

وأشار برادر إلى "دور "داعش" التخريبي في أفغانستان والمنطقة"، معرباً عن رضاه بشأن "مسار الحوار بين الأفغان"، ليطرح "فكرة حكومة شاملة بمشاركة جميع القوميات والأحزاب السياسية"، مؤكداً أنها "ضرورة لتحقيق السلام الشامل".  

وتفاوتت ردود فعل النخب ووسائل الإعلام في إيران تجاه زيارة وفد "طالبان" واستقباله الرسمي في طهران. فبينما رحب البعض بهذه الزيارة، مشيراً إلى "ضرورات" تستدعي العلاقة مع الحركة و"تغييرات" قد طرأت على أفكارها وسياساتها، لكن آخرين، ومعظمهم من التيار الإصلاحي، وجّهوا انتقادات لاستقبال وفد "طالبان"، معتبرين أنها "حركة إرهابية". 

واستذكر البعض تصريحات وزير الخارجية الإيرانية لقناة "طلوع" الأفغانية، خلال الشهر الماضي، إذ قال إن طهران لا تزال تعتبر "طالبان" "حركة إرهابية"، وهو ما أثار غضب الحركة التي رفضت هذه التصريحات، معتبرة أنها "تدخل سافر في شؤون أفغانستان". 

وفي السياق، انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من الإصلاحيين، استقبال قادة "طالبان" في العاصمة الإيرانية، لافتة إلى أن تغطية لقاءات الوفد مع المسؤولين الإيرانيين في وسائل الإعلام الرسمية أثار تساؤلاً عما إذا كانت الحركة قد غيرت طبيعتها و"لم تعد حركة إرهابية". 

لكن الصحيفة أكدت أنه "لا شك في أن "طالبان" حركة إرهابية"، متسائلة عن سبب استقبالها "كضيف رسمي"، غير أنها اعتبرت أن "التفاوض غير الرسمي مع أفراد في المجموعات الإرهابية أمر مطلوب بهدف فصلهم عن الإرهاب" على حد قولها.

وثمة مراقبون دافعوا عن العلاقة مع "طالبان"، ورأوا أنها ضرورة جغرافية وسياسية، لكونها تسيطر على نحو نصف مساحة أفغانستان التي تربطها أطول الحدود البرية مع إيران بطول 945 كيلومتراً، مشيرين إلى علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالحركة.

ووصل وفد حركة "طالبان"، الثلاثاء الماضي، إلى طهران، وأجرى مباحثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.  

وخلال اللقاء، هاجم شمخاني السياسات الأميركية في أفغانستان، قائلاً إن واشنطن "ليست بصدد استتباب السلام والأمن في أفغانستان"، ومتهماً إياها بـ"متابعة مسرحية مفاوضات السلام الأفغانية بهدف إيجاد المأزق في الحوار بين مختلف الأطراف لتحميلها مسؤولية انعدام الأمن وعدم الاستقرار".  

من جهته، أكد الملا عبد الغني برادر أن حركته لا تثق بالولايات المتحدة، "ونحارب أي تيار عميل لأميركا"، داعياً إلى مشاركة "جميع القوميات والطوائف والأعراق في لعب الدور في مستقبل أفغانستان".  

وبعد اللقاء، غرّد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني أنه "في لقاء اليوم مع وفد طالبان السياسي، وجدت قادة المجموعة عازمة على محاربة أميركا. الذي عاش في غوانتنامو 13 عاماً تحت تعذيبهم لم يترك النضال ضد أميركا في المنطقة".

لكن التغريدة واجهت انتقادات أفغانية، وعلّق عليها قائد الأركان العامة للجيش الأفغاني ياسين ضياء بالقول إن طالبان "تحارب الشعب الأفغاني وليس الأميركيين". 

 
المساهمون