وفد روسي لمراقبة انتخابات النظام في سورية: مناورة تعويم جديدة

22 مايو 2021
تعمل روسيا على إضفاء شرعية مصطنعة لإجراءات النظام الأحادية (Getty)
+ الخط -

شكل مجلس الاتحاد الروسي وفداً من المراقبين برئاسة سيرغي موراتوف بهدف مراقبة الانتخابات في سورية، في إطار دعم وتعويم النظام السوري.

وتنتهز روسيا أي فرصة لتقديم الدعم السياسي أو العسكري لحليفها نظام بشار الأسد في سورية، خاصة في المرحلة الحالية التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية، التي أكدت العديد من الدول أنها انتخابات غير شرعية، ووُصفت من قبل سياسيين بأنها ليست سوى مسرحية، لكن روسيا انتقدت هذه التصريحات عبر وزارة خارجيتها أواخر  إبريل/نيسان.

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي "الدوما"، في تقرير صدر عنها الجمعة 21 مايو/أيار، أنه تم تشكيل وفد للمشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية في سورية.

 ويضم الوفد أربعة من أعضاء المجلس هم سيرغي موراتوف رئيس الوفد، وفاديم دينغين، وأوليغ سيليزنيف، ومستشار جهاز عمل اللجنة الدولية أندريه كولينكو، كما يضم الوفد ممثلين اثنين عن المجلس الاجتماعي الروسي، وهما مكسيم غريغورييف وميخائيل أنيشكين.

وحول مشاركة روسيا ورقابتها للانتخابات في سورية، أوضح الباحث السياسي محمد المصطفى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن  القيادة الروسية تحاول جاهدة، منذ انتهاء عملياتها العسكرية الرئيسية ضد المعارضة السورية، الالتفاف على الحلول السياسية المنبثقة عن تفاهمات جنيف ومجموع القرارات الدولية الخاصة بالملف السوري، ومنها القرار 2254.

وتعمل روسيا على إضفاء شرعية مصطنعة لإجراءات النظام الأحادية، ولمساعدته على التهرب من استحقاقات الحل السياسي، وإفراغ تلك القرارات من مضمونها بطرق مخادعة ووهمية، وذلك باعتبار تلك الإجراءات المتعلقة بالانتخابات التي يجريها النظام نزيهة وعادلة وتلبي متطلبات مضمون القرارات الدولية، متجاهلة مخرجات جنيف للحل السياسي. 

 وتهدف موسكو لترسيخ وتقوية موقف حليفها السوري على حساب الأطراف الأخرى، إما لإنهاء أي موقف سياسي يضعضع موقفه التفاوضي، أو لتعزيز موقفه بشكل فاعل لأي استحقاق قادم، وهي بذلك تحاكي تجربتها العسكرية في التدخل المسلح لصالح النظام لبسط سيطرته الميدانية، بعد أن التفت على اتفاقيات خفض التصعيد، واليوم تعمل بنفس النهج ضمن المسار السياسي في محاولة كسر  وتجاوز دور المعارضة سياسياً، على غرار  تجاوزها عسكرياً من خلال تغيير الواقع الميداني لصالح النظام.

والواضح أن الجهود الروسية لمحاولة كسر العزلة الدولية عن النظام السوري ستكون مماثلة لمحاولات تحقيق النصر عسكرياً، لا سيما أن النصر الذي حققته  في الميدان كان نصراً منقوصا، إذ لم تكن قادرة على إعلان نصر نهائي لصالح بشار الأسد، وأُجبرت على السير في خطوط التفاهمات الدولية في سورية، لا سيما مع الدور الأميركي المباشر، وقانون قيصر الذي حجم إلى حد كبير دعمها السياسي للنظام.

وكانت الخارجية الروسية بررت، في بيان صدر عنها في 30 إبريل/نيسان نقلته وكالة روسيا اليوم، أن الانتخابات في سورية هي شأن داخلي يتوافق مع متطلبات دستور عام 2012، لتسير في طريق الالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مدعية أنه لا تناقض بين القرار وهذه الانتخابات.

وجرت الانتخابات الرئاسية في 20 مايو/أيار الحالي خارج سورية ليوم واحد، وفي داخلها تجرى يوم الأربعاء في الـ26 من الشهر نفسه.

وكانت "المحكمة الدستورية العليا" في دمشق قد أعلنت القائمة النهائية لمرشحي لمنصب رئيس الجمهورية، شملت رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعضو مجلس الشعب (البرلمان) السابق عبد الله سلوم عبد الله، ورئيس "المنظمة العربية السورية لحقوق الإنسان" والأمين العام لـ"الجبهة الديمقراطية المعارضة" محمود مرعي.

المساهمون