كشف حزب النصر التركي القومي المتطرف، اليوم الثلاثاء، أن وفداً رفيعاً منه بدأ زيارة لمناطق سورية يسيطر عليها النظام، تستمر عدة أيام، تتعلق أهدافها بمسألة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا وسبل عودتهم لبلادهم.
وخلال مؤتمر صحافي عقده وفد الحزب في مطار أضنة، الذي انطلق منه إلى بيروت، وبعدها إلى دمشق، أعلن الحزب أن زعيمه أوميت أوزداغ لن يتمكن من الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام بسبب عدم حصوله على تأشيرة دخول، فيما قال صحافي أن تأشيرته ألغيت من قبل النظام.
ويرأس الوفد نائب رئيس الحزب ووزير الخارجية السابق شكري سنا غوريل، ويضم المسؤول عن السياسات الأمنية في الحزب فكرت باير، ومسؤول وسائل التواصل الاجتماعي نزيه إلتر قارمان.
وفي تصريح له قبل السفر، قال غوريل: "سنقوم بزيارتنا هذه للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية من أجل إظهار عدم وجود ظروف سلبية في البلاد، وأن الحياة تسير على طبيعتها هناك"، وفق زعمه.
وأضاف: "ندافع عن الاعتقاد بانتهاء الحرب في البلاد وما يتوفر من ظروف سلام في البلاد، وهو ما يعني وجوب عودة السوريين الذين هم تحت الحماية المؤقتة إلى بلادهم. نذهب من أضنة إلى بيروت، ومنها مساء إلى سورية".
وأوضح غوريل أنه ذهب في العام 2016 إلى سورية، والتقى خلالها رئيس النظام بشار الأسد، الذي "سبق أن قدم رسالة أخوة للشعب التركي. الوجود السوري في تركيا مؤقت، ويجب أن يكون مؤقتاً". ولفت إلى أن "محاربة الإرهاب يجب أن تكون وفق اتفاق أضنة بالتعاون مع الحكومة الشرعية، وفي إطارها يمكن أن تتواجد تركيا في سورية".
كان أوزداغ قد أعلن، في يونيو/حزيران الماضي، خلال حوار تلفزيوني، أنه سيذهب في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري إلى سورية "ضمن وفد يضم 4 أشخاص، تشمل العاصمة دمشق ومناطق أخرى مثل مدينة اللاذقية".
وأكد أوزداغ لموقع قناة "خلق تي في"، اليوم الثلاثاء، صحة عدم تمكنه من الذهاب إلى مناطق النظام مع الوفد، بعد أن كشف الصحافي موسى أوزأوغورلو أمس أن "النظام ألغى تأشيرة دخول أوزداغ إلى مناطق سيطرته".
ويعرف حزب النصر بأنه من أكثر الأحزاب عداء للأجانب في البلاد، خاصة السوريين والأفغان، واشتهر أوزداغ بتصريحاته وفيديوهاته التي تنال من السوريين، وتتوعدهم بإعادتهم إلى بلدانهم غير آبه باستمرار الصراع، ولا بعدم حل القضية السورية.
ومع سلوكه طريق العداء للأجانب في مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقة، فإن حزبه لم يحقق سوى 2.2٪ من الأصوات، ولم يتمكن أي من مرشحيه من دخول البرلمان.
مع ذلك يحافظ أوزداغ وحزبه على مساره السابق المعادي للأجانب، متطلعاً إلى الانتخابات البلدية المحلية التي تجري العام المقبل، مؤكداً تخطيطه لسياسات تستهدف السوريين والأجانب، منها قطع المساعدات عنهم.
تأتي هذه الزيارة في وقت تضغط فيه أطراف من المعارضة، ونشطاء أتراك في شبكات التواصل الاجتماعي، باتجاه الترويج لأن مناطق النظام تجاوزت الحرب، وأن الأجواء طبيعية في دمشق، وتعيش حياة هادئة مستقرة.
وكانت السياسية التركية إيلاي أكسوي، عضوة الحزب الديمقراطي، قد زارت دمشق قبل أيام، بثت خلالها مقاطع مصورة تكذب فيه اللاجئين السوريين في تركيا، زاعمة أن "لا حرب في سورية، والأمور عادت لطبيعتها"، وهي التي اشتهرت بالتحريض على السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي محاولات لا تزال خجولة، يخرج بعض الصحافيين والناشطين الأتراك للرد على هذه المزاعم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتوضيح حقيقة المشهد للرأي العام التركي.
وأصبحت ورقة اللاجئين السوريين ميداناً للتنافس السياسي في تركيا، رغم أن الحكومة تدعم وجودهم وتنادي بـ"العودة الطوعية المشرفة"، إلا أن المعارضة تضغط بشكل كبير باتجاه إعادة إرسالهم، وتحاول انتقاد الحكومة من هذه الزاوية.
عملت الحكومة التركية على بدء مسار للتطبيع مع النظام منذ ما قبل الانتخابات، بهدف معلن هو "محاربة الإرهاب"، والتوصل إلى حل سياسي، وفق القرار الأممي 2254، وبما يوفر ضمانات لعودة آمنة للاجئين. بينما يضع النظام السوري أمام تطبيع العلاقات شرطاً مسبقاً، يتمثل في الانسحاب التركي الفوري من مناطق شمال وشمال غربي البلاد، الأمر الذي تربطه أنقرة بإنجاز الحل السياسي.