يصل وفد من كبار المسؤولين الأميركيين، اليوم السبت، إلى جزر سليمان، في وقت تتصارع فيه واشنطن مع بكين على بسط النفوذ في المحيط الهادئ، بعد أشهر على توقيع الدولة المُضيفة لاتفاق أمني سري مع الصين.
وتواصل الصين إظهار قوتها المتنامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تقوم بمناورات عسكرية حول تايوان، في عرض لقوتها بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتترأس مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الوفد الأميركي الذي سيقوم بزيارة لثلاثة أيام لجزر سليمان، تزامنًا مع الذكرى الثمانين لمعركة غوادالكانال خلال الحرب العالمية الثانية.
وكان والد شيرمان أحد أعضاء مشاة البحرية الذين أُصيبوا بجروح بالغة خلال المعركة التي استمرت ستة أشهر بين 1942 و1943 وتسببت في انسحاب اليابانيين منها، ما شكّل بداية العمليات الرئيسية للحلفاء في المحيط الهادئ. وكانت الولايات المتحدة أعلنت هذا العام نيتها إعادة فتح سفارة لها في جزر سليمان بعد نحو 30 عامًا على إغلاق بعثتها الدبلوماسية في دولة المحيط الهادئ.
وأثارت الصين التي تمثّلها سفارة في جزر سليمان قلق خصومها الغربيين حين وقّعت اتفاقًا أمنيًا سريًا مع الجزيرة في إبريل/نيسان.
ويفترض أن يتمّ التطرق إلى الاتفاق الذي يخشى البعض أن يقود الصين إلى توسيع سيطرتها العسكرية في جنوب الهادئ، خلال الزيارة الأميركية.
"طريق صعب"
ويقول ميهاي سورا، وهو باحث في برنامج جزر المحيط الهادئ في معهد لووي (لووي اينستيتوت) للأبحاث الاستراتيجية في سيدني "أمام الولايات المتحدة طريق صعب، بمعنى أنه من الواضح أن رئيس وزراء (جزر سليمان) ماناسيه سوغافاريه يقدّر علاقة بلاده بالصين".
ويضيف لـ"فرانس برس"، "طرح فكرة الاختيار بين الولايات المتحدة والصين لن يكون مرحّبًا به. سيبحث عن طريقة ليعمل فيها مع كلّ من الولايات المتحدة والصين".
لكن ليس الجميع في جزر سليمان من مؤيدي تنامي العلاقات الأمنية مع الصين، بحسب سورا الذي يوضح أن ذلك "سيف ذو حدّين".
وقطعت جزر سليمان علاقاتها مع تايوان في سبتمبر/أيلول 2019 لصالح الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع الصين، وهو تحوّل فتح مجالًا أمام زيادة الاستثمارات لكنه أشعل تنافسًا بين الجزر.
(فرانس برس)