استمع إلى الملخص
- شغل الزعبي مناصب مهمة في حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان شاهداً على انقلاب حافظ الأسد وسيطرته على السلطة.
- غادر سورية عام 1974 بسبب خلافاته مع الأسد، واتخذ موقفاً مؤيداً للثورة السورية منذ انطلاقتها في 2011، ولم يعد إلى سورية منذ مغادرته.
تُوفي، اليوم الخميس، وزير الإعلام السوري الأسبق محمد الزعبي عن عمر ناهز 90 عاماً في ألمانيا، أحد أبرز الشخصيات البارزة المعارضة للنظام السوري، التي شغلت سابقاً مناصب مهمة سياسياً وإعلامياً.
انتسب الزعبي لحزب البعث العربي الاشتراكي (الحاكم في سورية) منذ تأسيسه عام 1947، وشغل فيه منصب الأمين العام المساعد، كما شغل منصب الأمين القطري المساعد في الحزب. وبين 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1966 وحتى 28 من سبتمبر/ أيلول 1967، حيث نشبت في الأثناء حرب حزيران 1967، شغل منصب وزير الإعلام خلال فترة حكم الرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي. وخلال وجوده في المنصب، بدأت الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع. طلب الأسد من الزعبي في العاشر من يونيو/ حزيران 1967 إذاعة البيان 66 الذي نص حينها على إعلان سقوط القنيطرة مع هضبة الجولان بيد إسرائيل، في حين كان الجيش السوري يتمركز على بعد 24 كيلومتراً من المدينة.
ويُعتبر الزعبي شاهداً على فترة وصول حافظ الأسد إلى السلطة وانقلابه على رفاقه في حزب البعث، وعلى تغوّله في سورية، واتهمه بالخيانة في أكثر من مرة. وكان الزعبي يرى أن انقلاب 23 شباط (1966) الذي أسّس لسيطرة العسكر على مفاصل الحكم في سورية، وحافظ الأسد، هما المسؤولان الأساسيان عن سقوط الجولان.
وقال الزعبي في تصريحات له: "كان من المفترض ألا أدعم انقلاب 23 فبراير، لكننا خُدعنا"، معتبراً الحركة "حركة طائفية بامتياز". وأوضح أنه حضر اجتماعاً سرّياً للتحضير للحركة التي قادها عسكريون وقفوا ضد قرار حل القيادة القُطرية، وأدى انقلابها إلى خلع أمين الحافظ من رئاسة سورية وخروج قيادات تاريخية من البلاد والسلطة، منهم مؤسّس حزب البعث ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار.
غادر الزعبي سورية عام 1974 بعد تفاقم الخلافات بينه وبين حافظ الأسد، والتهديدات بالموت التي صدرت من وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس في مؤتمر لحزب البعث. وقال في مقابلة له على التلفزيون العربي ضمن برنامج "وفي رواية أخرى" إن حافظ الأسد طلب منه عدم الترشّح للقيادة القومية، والتوجه إلى ألمانيا لإكمال دراسته العليا.
اتخذ الزعبي موقفاً مناصراً للثورة السورية منذ انطلاقتها في مارس/ آذار 2011، وشكك لاحقاً بالدور الأميركي خلال الثورة. ولم يزر الزعبي سورية أبداً بعد مغادرته في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك أفراد أسرته، منهم زوجته، وهي شقيقة فاروق الشرع الذي يتولى نظرياً منصب نائب رئيس الجمهورية في سورية.