وفاة أربعة سوريين تحت التعذيب في سجون الأسد

وفاة أربعة سوريين تحت التعذيب.. وروسيا والنظام يتباحثان بشأن "عودة اللاجئين"

24 ديسمبر 2021
الموت تحت العذيب مسلسل لا ينتهي في سجون الأسد (Getty)
+ الخط -

قضى عدد من المعتقلين لدى النظام السوري من محافظة درعا، جنوب البلاد، داخل السجون، التي تشير معطيات إلى وفاة عشرات المعتقلين فيها تحت التعذيب خلال العام الحالي، في وقت أصدر فيه النظام وروسيا بيانا، في ختام اجتماع مشترك، يؤكّد على تفعيل عملية عودة اللاجئين إلى ديارهم، باعتبار ذلك "أولوية وطنية للقيادة في سورية".
وذكرت مواقع محلية أنه في الوقت الذي يعلن النظام عن مراسيم عفو يفرج بموجبها عن موقوفين في سجونه من أبناء محافظة درعا، تُرسل تأكيدات بوفاة العشرات في تلك السجون بعد اعتقال بعضهم منذ أشهر أو سنوات، وسط إهمال النظام لمطالب الأهالي بالكشف عن مصير المعتقلين.

موت وجثث مجهولة المصير

وتلقّت عائلة الشاب رامي محمد الحايك في بلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا، أمس، خبر مقتل ابنها في أقبية الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، دون أن تتمكن من استلام جثة الشاب، وإنما تم الاكتفاء بتسريب خبر وفاته، دون توضيح سبب الوفاة ولا أي معلومات أخرى، وفق موقع "درعا24" المحلي.

في الوقت الذي يعلن فيه النظام عن مراسيم عفو ويفرج عن موقوفين من أبناء درعا في سجونه، تُرسل تأكيدات بوفاة العشرات في تلك السجون

وأوضح الموقع أن الحايك اعتقل منذ أكثر من سنة أثناء وجوده في إحدى المزارع في محيط بلدة تسيل، كما وردت معلومات عن وفاة شقيقه وسيم محمد الحايك، المنشق عن قوات النظام، والذي سلّم نفسه لتلك القوات في العام 2019، عقب صدور مرسوم عفو رئاسي عن المنشقين. ويحمل الاثنان بطاقات تسوية ومصالحة منذ العام 2018، بعدما عملا سابقا ضمن فصائل محلية في المنطقة. 
في بلدة تسيل أيضا، علم ذوو الشاب ثائر منير النعسان بوفاته في سجن صيدنايا، قرب دمشق، بعد اعتقاله أثناء وجوده في مدينة درعا، مطلع العام الماضي، وهو طالب في كلية الطب البيطري، إضافة إلى عمله في أحد المحلات التجارية. كما علم ذوو الشاب إبراهيم جمال أبو قاسم بوفاته في المعتقل برفقة النعسان عندما كانا معاً في مدينة درعا، وهو طالب جامعي أيضا.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن الشبان الأربعة قضوا في معتقلات النظام السوري تحت التعذيب منذ نحو 8 أشهر، دون أن يتم تسليم شهادات وفاة لذويهم، أو الكشف عن مصير جثثهم. وأوضح أن بداية الكشف عن مصيرهم جاءت مع زيارات والدة الشقيقين محمد ووسيم الحايك المتكررة لسجن صيدنايا، حيث جرى تسليمها أوراق أحدهما وإبلاغها بوفاته في السجن نتيجة مرض بحسب مزاعم مسؤولي السجن.  
ووثق موقع "تجمع أحرار حوران" وفاة أكثر من مئة شخص من أبناء محافظة درعا تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري منذ سيطرته على المحافظة في يوليو/ تموز 2018.

نقل لـ"استكمال التحقيق"

وفي شرق البلاد، نشرت مفرزة أمن الدولة التابعة لقوات النظام، مساء أمس الخميس، حواجز طيارة لها في مدينة معدان، شرقي الرقة، وسيّرت دوريات في ريف الرقة الشرقي، وذلك بهدف نقل معتقلين من المفرزة بمدينة معدان نحو مدينة حماة.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن عدد المعتقلين لدى مفرزة أمن الدولة في مدينة معدان بلغ 25 معتقلا، جرى اعتقالهم خلال الشهرين الماضيين في ريفي الرقة الشرقي والغربي، الخاضعين لسيطرة قوات النظام، وذلك بتهمة التعامل مع تنظيم "داعش " أو التجسس على المليشيات الإيرانية لصالح التحالف الدولي.
 وأوضحت أن الهدف من عملية النقل هو استكمال التحقيق معهم لدى فرع أمن الدولة الخاص بمحافظة الرقة والموجود في مدينة حماة. وعادة ما تتم عمليات نقل المعتقلين من أرياف الرقة خلال ساعات المساء بمرافقة دوريات من قوات النظام، بالتزامن مع استنفار عسكري على الطرقات لتأمينها بمشاركة الطيران المسيّر الروسي في بعض الحالات.

المرصد السوري: درعا في المرتبة الأولى بالنسبة لحجم الاعتقالات في العام الحالي (667 حالة)، ثم حلب (489 حالة)، تليها محافظة ريف دمشق (429 حالة)، ثم دمشق (394 حالة)

 

تهم متنوعة ودرعا أولا

وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقريره اليوم، أن سورية لم تشهد عبر تاريخها اعتقالات بحجم ما حدث منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، والتي صاحبتها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
 ووثق المرصد 2982 حالة اعتقال منذ مطلع العام 2021، وذلك على فترات متفاوتة وبتهم متنوعة، مثل: الطلب للخدمة العسكرية، والتواصل مع جهات خارجية. وأوضح أن محافظة درعا في الجنوب السوري جاءت في المرتبة الأولى بالنسبة لحجم الاعتقالات في العام الحالي بواقع 667 حالة اعتقال، ثم حلب بنحو 489 حالة اعتقال، تليها محافظة ريف دمشق بما لا يقل عن 429 حالة، ثم دمشق بنحو 394 حالة. كما تم تسجيل 328 حالة اعتقال في دير الزور والحسكة والرقة، و286 حالة في الساحل السوري، و197 حالة في حمص، ونحو 192 حالة اعتقال في حماة.
ووثق المرصد مقتل 55 شخصا، بينهم سيدة، تحت التعذيب في معتقلات النظام الأمنية خلال هذا العام، ما يرفع عدد الوفيات تحت التعذيب في سجون النظام منذ انطلاق الثورة السورية إلى 47517 مدنيا، وذلك من أصل أكثر من 105 آلاف مدني يقول المرصد إنهم فارقوا الحياة في المعتقلات، أكثر من 83 بالمائة منهم جرت تصفيتهم وقتلهم داخل المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهري مايو/أيار 2013 وأكتوبر/ تشرين الأول 2015، أي فترة إشراف الإيرانيين على المعتقلات. ووفق المصدر، فان ما يزيد عن 30 ألف معتقل قتلوا في سجن صيدنايا، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية.

 بيان عودة اللاجئين

في غضون ذلك، أصدرت "الهيئتان التنسيقيتان" السورية والروسية بيانا، في ختام اجتماعهما المشترك، حول تفعيل عملية عودة اللاجئين إلى ديارهم، معتبرة ذلك "أولوية وطنية للقيادة في سورية".
وزعم البيان بعد الاجتماع، المخصص لنتائج العمل خلال هذه السنة في مجال عودة المهجرين إلى ديارهم، أنه منذ سبتمبر/ أيلول 2018 عاد أكثر من 2.3 مليون سوري إلى ديارهم، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام.  
وأشار البيان إلى أن روسيا نظّمت زيارات عمل روسية إلى سورية ضمت 22 وزارة و23 إقليماً و18 منظمة، بهدف دعم قضية إعادة إعمار سورية والمساعدة على عودة اللاجئين، لافتا إلى مساعدات قدمتها روسيا، ضمّت 7751 طناً من المعونات الإنسانية.
 ودعا البيان إلى عدم تسييس الأنشطة الإنسانية في سورية والامتناع عن إدخال المساعدات عبر الحدود التي تسيطر عليها المعارضة.

المساهمون