وساطة روسية بين تركيا والنظام السوري.. والأسد يرفض عقد لقاء ثلاثي مع أردوغان وبوتين

03 ديسمبر 2022
بوتين يسعى لدفع الأسد للجلوس على طاولة الحوار مع تركيا (ميخائيل كليمنتييف/ فرانس برس)
+ الخط -

نقلت وكالة "رويترز" للأنباء الجمعة عن ثلاثة مصادر قولها إن النظام السوري يقاوم جهود وساطة تقودها روسيا لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدما كان يبدو التقارب التركي مع نظام بشار الأسد في حكم "المستحيل" في المراحل المبكرة من قمعه الثورة السورية.

وأضافت أن مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير، قالا إن النظام السوري يرجئ الأمر فحسب، وإن الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين الأسد وأردوغان.

وتعتقد أوساط سياسية وشعبية تركية أن عودة اللاجئين السوريين وحل مشكلة التنظيمات المسلحة في جنوب البلاد (وحدات الحماية الكردية)، يكونان عبر الحوار مع النظام وعودة العلاقات معه إلى طبيعتها، وهو ما دفع الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان لاتخاذ خطوات بهذا الصدد، منها بناء حوار استخباراتي بين أنقرة ودمشق، ومساعٍ لرفع العلاقات إلى الأروقة الدبلوماسية، فأعلن الرئيس التركي عدة مرات استعداده للقاء الأسد في حال توفرت الظروف المناسبة، إذ "لا يوجد خصام دائم في السياسة".

وارتفعت التوقعات لعقد لقاءات سياسية بين تركيا والنظام السوري بعدما شهدت السياسة التركية الخارجية، في العامين الأخيرين، تحولات انتهت بمصالحات ولقاءات مع عدة دول، بدءا بالإمارات والسعودية وإسرائيل، وصولا إلى مصر، بعد اجتماع الرئيس أردوغان مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم في قطر الشهر الماضي.

وفي تصريحات بعد أسبوع من مصافحته السيسي، قال أردوغان إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سورية".

وأوضحت "رويترز" نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على موقف النظام السوري من المحادثات المحتملة قولها إن الأسد رفض اقتراحا لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال مصدران إن دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 ملايين لاجئ سوري من تركيا.

وقال أحدهما "لماذا نمنح أردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، مضيفا أن سورية رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.

وقال المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سورية "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".

وأكد مسؤولون أتراك هذا الأسبوع أن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزا لتوغل بري في شمال سورية، حيث نفذ بالفعل قصفا مدفعيا وجويا.

لكن الحكومة قالت أيضا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة". وقال المسؤول التركي الكبير إن من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان "في المستقبل غير البعيد".

ومضى المسؤول يقول "بوتين يمهد ببطء لذلك.. ستكون (الخطوة) بداية تغيير كبير في سورية وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا. ستستفيد روسيا أيضا... نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون