شنت وسائل إعلام إسرائيلية هجوماً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفيات متعددة، أبرزها أنه يتصرف كقائد إسلامي ويتبنى خطاب الإسلام في المحافل الدولية، مطالبة رفض دعوته للتفاوض بشأن تقسيم المياه الاقتصادية.
وهاجمت صحيفة "جيروزاليم بوست" أردوغان بسبب ما قالت إنه إصرار منه، في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية، على المساواة بين "معاداة الإسلام" (إسلاموفوبيا) و"معاداة السامية".
وفي تحليل أعده الباحث إلداد بن أهارون، حذرت الصحيفة من أن أردوغان "من خلال حديثه باسم الإسلام في العالم بات يضع مشكلة معاداة الإسلام في الغرب كجزء من السياسة الخارجية الهجومية".
واقتبس بن أهارون عن أردوغان قوله أخيرا إن "معاداة الإسلام" في أوروبا "وصلت إلى مستويات يمكن مقارنتها بأنماط التعاطي إزاء اليهود عشية الحرب العالمية الثانية"؛ مشيرا إلى أن الرئيس التركي، "الذي ادعى أنه صاحب مواقف معادية للسامية، يوظف تضامنه مع اليهود من أجل إدانة أوروبا بمعاداة الإسلام".
واعتبر أن الاستراتيجية التي يتبعها أردوغان في توظيف التركيز على "معاداة الإسلام" في أوروبا كمركّب من السياسة الخارجية لتركيا هي الاستراتيجية نفسها التي اتّبعتها النخب الإسرائيلية واليهودية في توظيف "معاداة السامية" كعنصر مهم في ما سماه "السياسة الخارجية اليهودية".
وحذر من تبعات "الدبلوماسية الواقعية" التي ينتهجها الرئيس التركي، مشيراً إلى أنه يتمكن من تمييز الاتجاهات الجديدة في العالم ويقوم باستنفاذ الطاقة الكامنة فيها في الوقت المناسب. وأوضح أن أردوغان تمكن من تقديم نفسه "كقائد إسلامي عالمي"، على اعتبار أن هذا النهج يمكّنه من توفير بيئة تسمح بتحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية لتركيا.
وفي سياق آخر، حذر إيهود يعاري، معلق الشؤون العربية في قناة "12" الإسرائيلية، من الرسائل الإيجابية التي أرسلها أردوغان أخيرا، والتي تمثلت في إبدائه استعداد تركيا للتفاوض مع إسرائيل حول تقسيم المياه الاقتصادية، داعيا إلى عدم الاستجابة لهذه الرسائل.
وأوضح يعاري في مقال نشره موقع القناة أن أردوغان من خلال عرضه هذا يحاول المس بالتحالف الذي يربط إسرائيل بقبرص واليونان ومصر والإمارات، وتفكيكه، مشددا على أن تمكن أردوغان من تحقيق هذا الهدف سيعد "انتصارا دبلوماسيا مذهلا لتركيا". وادعى أن عروض أردوغان مرتبطة بمخاوفه من أن يفضي تشكيل برلمان وحكومة جديدين في ليبيا إلى تراجع طرابلس عن اتفاق تقسيم المياه الاقتصادية بين ليبيا وتركيا. وأضاف أن أردوغان أرسل رسائل مفادها أنه معني بتعيين سفير جديد في تل أبيب يجمع بين إتقانه العبرية وتبنيه مواقف مؤيدة لحركة "حماس"، لافتاً إلى أن أردوغان الذي قلص من خطابه الهجومي ضد إسرائيل يواصل تدخلاته في القدس المحتلة. وحث على أن ترد الحكومة الإسرائيلية على عروض أردوغان "بأدب: لا شكرا لك".