هدد وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، أمس السبت، بمعاقبة آباء الأطفال المشاركين في الاحتجاجات المستمرة على خلفية مقتل الشاب نائل برصاص شرطي قبل أيام، فيما سمحت السلطات الفرنسية لجهاز الشرطة باستخدام طائرات مسيّرة في باريس ومحيطها اعتبارا من مساء اليوم الأحد وحتى صباح الغد.
وقال موريتي، في تصريحات صحافية، إن الآباء والأمهات الذين لا يهتمون بأطفالهم (دون 17 عاماً)، ويتركونهم في الخارج ليلاً وهم يعرفون أين يذهبون، سيواجهون عقوبات تصل إلى السجن مدة عامين، وغرامة مالية بقيمة 30 ألف يورو.
وأشار وزير العدل الفرنسي إلى أن المشاركين في الاحتجاجات ينسقون تحركاتهم عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي يمكن للسلطات القضائية أن تطلب من الجهات المعنية عناوين بروتوكول الإنترنت العائدة للمستخدمين.
جدة الشاب "نائل" تدعو المتظاهرين لإنهاء العنف
دعت جدة الشاب الفرنسي القتيل على يد الشرطة نائل مرزوق، الأحد، المتظاهرين إلى إنهاء العنف في فرنسا.
وأضافت الجدة، في مقابلة أجرتها معها قناة "بي إف إم تي في": "لأولئك الذين يكسرون، أقول لهم: توقفوا عن تكسير الواجهات والمدارس والحافلات". وتابعت: "توقفوا.. من يستقل هذه الحافلات هن أمهات، ومن يسير في الشوارع هن أمهات".
ومضت قائلة: "نريد أن يبقى هؤلاء الشبان هادئين.. نائل قتل.. وابنتي ضاعت وانتهت حياتها.. وأنا، لقد حرموني من ابنتي وحفيدي".
الشرطة تراقب الاحتجاجات بطائرات مسيّرة
في غضون ذلك، سمحت السلطات الفرنسية لجهاز الشرطة باستخدام طائرات مسيّرة في باريس ومحيطها اعتباراً من مساء اليوم وحتى صباح غد الاثنين، في ظل الاحتجاجات المتواصلة.
وقالت مديرية أمن باريس، في بيان الأحد، إنه سُمح للشرطة باستخدام طائرات "الدرون" في باريس وكافة مدن محافظة "سين سان دوني" وبعض مدن محافظة "أو دو سين" من الساعة 18:00 وحتى 06:00 بالتوقيت المحلي (ت.غ+2).
يشار إلى أن "سين سان دوني" و"أو دو سين" محافظتان مجاورتان للعاصمة باريس.
المستشار الألماني: نتابع "بقلق" الوضع في فرنسا
من جانب آخر، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، عن "قلقه" من استمرار الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء فرنسا عقب مقتل الشاب نائل (17 عامًا) على يد الشرطة.
وأسفرت الاحتجاجات عن إلغاء زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا، حسب موقع "يورو نيوز" الأوروبي.
وقال شولتز، في مقابلة مع قناة "إي آر دي" التلفزيونية العامة، "بالتأكيد نتابع بقلق" ما يحصل في فرنسا.
وأضاف المستشار الألماني: "لدي أمل كبير، وأنا مقتنع تماما بأن رئيس الدولة الفرنسية سيجد السبل لضمان تحسن الوضع سريعا".
وتواصلت خلال ليلة نهاية الأسبوع في مدن فرنسية كثيرة حالة الانفلات الأمني، التي بدأت شرارتها منذ أيام احتجاجاً على قتل الشرطة شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً في عملية تفتيش مروري.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 719 شخصاً خلال الليلة الماضية، وفق حصيلة غير نهائية.
وأكدت الوزارة إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، إضافة إلى إضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقاً على طرق عامة.
وقد أعلنت شرطة باريس أن عدداً من الموقوفين كانوا يحملون أسلحة وممنوعات في محيط شارع الشانزيليزيه الذي بدأت قوات الشرطة بإخلائه من المارة مع اقتراب منتصف الليل، وطالبت الشرطة عبر وسائل الإعلام، وعبر مكبّرات الصوت، الشبانَ الذين هم دون الـ18 بعدم التوجه إلى الشارع. فيما أُعلن حظر التجوّل بداية من الساعة العاشرة ليلاً في ضاحية كولومب غير البعيدة عن نانتير التي شهدت قتل الشاب.
وأعادت الاضطرابات إلى الأذهان أحداث شغب اندلعت في أنحاء البلاد على مدى ثلاثة أسابيع عام 2005، وأجبرت الرئيس آنذاك جاك شيراك على إعلان حالة الطوارئ، بعد وفاة شابين صعقاً في محطة للكهرباء أثناء اختبائهما من الشرطة.
يذكر أن رجل الشرطة، الذي أقر بإطلاق رصاصة قاتلة على الشاب، محتجز على ذمة التحقيق الرسمي بتهمة القتل العمد.
(وكالات، العربي الجديد)