لبنان: وزير دفاع سابق يقدم ملفاً مرتبطاً بانفجار بيروت والغموض الحكومي مستمرّ

06 ابريل 2021
أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يصرون على محاسبة المسؤولين (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

استمع المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، صباح اليوم الثلاثاء، إلى وزير الدفاع الأسبق يعقوب الصراف بناءً على رغبة الأخير بالإدلاء بمعلومات وصفها بـ "المهمّة" حول القضية، ويستكمل البيطار جلسات الاستجواب من خارج الأشخاص الخمسة والعشرين الموقوفين، إضافة إلى درس طلبات إخلاء السبيل.

وسلّم وزير الأشغال الأسبق القاضي البيطار نسخة عن الملف الذي يحتوي ما جمعه من معلوماتٍ ووثائق متصلة بملف الانفجار، آملاً، على حدّ قوله، في "أن تساعد أو تساهم في إظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة والمقصّرين والمهملين والمتقاعسين والإفراج عمن هو بريء بين الموقوفين إذا ارتأى القضاء ذلك".

وفضّل الصراف، الذي وضع نفسه بتصرّف القضاء، عدم الكشف عن تفاصيل الجلسة اليوم احتراماً لسرية التحقيقات، في حين أكد لـ"العربي الجديد" أنّ الملف الذي قدّمه يحتوي على 300 صفحة، ويتطلب وقتاً حتى يقرأه المحقق العدلي ويدقق بالمعلومات الواردة فيه والتي جمعها.

ومن الأوراق التي جمعها وزير الدفاع الأسبق (تولّى الوزارة في حكومة ر ئيس الوزراء سعد الحريري بين 18 ديسمبر/كانون الأول 2016 و3 فبراير/شباط 2019)، بعض الصور الجوية للسفينة "روسوس" خلال رسوّها في المياه الإقليمية اللبنانية وحركتها بتواريخ مختلفة.

في سياق ثانٍ، من المتوقع أن يزور وفد من شركات خاصة ألمانية لبنان غداً الأربعاء لتقديم عرض ومقترحات ودراسة شاملة حول إعادة تطوير مرفأ بيروت وإعماره، والمناطق المحيطة به. وأكدت السفارة الألمانية في بيروت، خلال بيان صادر عنها بتاريخ الثاني من إبريل/نيسان الجاري، أنّ هذه الدراسات أو التوصيات والمقترحات ليست صادرة عن الحكومة الألمانية. 

وتشدد السلطات الألمانية من خلال سفارتها في لبنان على الدور الذي يجب أن يلعبه المسؤولون اللبنانيون لكسب ثقة الشعب بهم وكذلك المجتمع الدولي من أجل النهوض بالبلاد اقتصادياً، وتحث القوى السياسية على تشكيل حكومة بأسرع وقتٍ تعمل بشفافية تامة ووفق برنامج إصلاحي يجذب أيضاً المستثمرين في الخارج.

حكومياً، يقول مصدر قيادي في "التيار الوطني الحر" يترأسه النائب جبران باسيل لـ"العربي الجديد" أن لا ثبات في الحركة الحكومية ولا شيء محسوماً بعد حتى زيارة باسيل إلى باريس والتي ليست مقرّرة بشكل رسمي ونهائي، مؤكداً أن الأمور تتغيّر بسرعة ومبادرة رئيس البرلمان نبيه بري والتي يعمل عليها أيضاً البطريرك الماروني بشارة الراعي قائمة، لكنها لم تحظَ بعد بموافقة المعنيين بتشكيل الحكومة، أي الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

وشهدت بكركي، مقرّ البطريركية المارونية، اليوم الثلاثاء، حركة زوّار للبحث بالملف الحكومي، من بينها زيارة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا ووزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي الذي خرج متفائلاً من اللقاء بقرب تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنّ مساعي البطريرك وأفكار الرئيس بري فتحت كوة في الجدار المليء بالخلافات السياسية الحادة.

في السياق، أكد مصدر مطلع على حركة البطريرك الراعي لـ"العربي الجديد" أن لا صحة لما يُحكى عن تسمية البطريرك الراعي وزير الداخلية في الحكومة الجديدة، علماً أنّ المعضلة الأكبر تكمن في هذه الحقيبة الوزارية التي لم يُحل الخلاف بشأنها بعد، لكن الراعي لا يتدخل لا بالأسماء ولا بالحقائب، بل يعمل على تقريب وجهات النظر بين المعنيين بتشكيل الحكومة، عون والحريري، وتعبيد الطريق أمام تشكيل الحكومة بوقتٍ سريعٍ بعدما طالت العملية كثيراً ولم يعد بإمكان البلاد أن تتحمّل تعطيلاً للمؤسسات.

وتبرز الزيارة التي يقوم بها يوم غد الأربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى لبنان، إذ أكدت أوساط قصر بعبدا الجمهوري لـ"العربي الجديد" أن لقاءً سيجمع وزير الخارجية المصري بالرئيس عون، لكن الموعد لم يحدد بعد، مشددة على أنّ الجانب المصري لا يحمل مبادرة خاصة بل تأتي زيارته في إطار الحراك الدبلوماسي والدعم العربي للبنان والحث الخارجي، سواء عبر سفراء الدول في لبنان أو الوفود التي تأتي خصيصاً للقاء مسؤولين لبنانيين بضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقتٍ ممكن والتنبيه إلى الأزمة الاقتصادية الحادة ومخاطر الانهيار الشامل.

المساهمون