أجرى وزير دفاع النظام السوري علي عبد الله أيوب، في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأحد، مباحثات مع نظيره الأردني يوسف الحنيطي، تناولت عدة قضايا بينها الوضع في محافظة درعا وأمن الحدود بين البلدين.
وقالت وكالة "بترا" الأردنية إن الوزيرين بحثا خلال اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وعلى رأسها ضمان أمن الحدود والأوضاع في درعا، إلى جانب الحديث عن مكافحة الإرهاب، والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة المخدرات، كما أكد الوزيران استمرار التنسيق والتشاور المستقبلي في القضايا المشتركة بين البلدين.
وجاء اللقاء في إطار "الحرص المشترك على زيادة التنسيق في مجال أمن الحدود، بما يخدم مصالح البلدين" بحسب الوكالة.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لوزير دفاع النظام السوري إلى الأردن منذ 2011 وتوتر العلاقات بين البلدين بعد اندلاع الثورة السورية.
وحول أبعاد هذه الزيارة، وصف الكاتب الصحافي الأردني ماجد توبة هذه الزيارة بـ"المهمة بكافة المقاييس" لتطور العلاقات الأردنية – السورية، مشيرا إلى أنها تندرج في سياق الانفتاح الأردني الأخير على النظام السوري ومحاولة إعادة سورية إلى الصف العربي والمجتمع الدولي.
وأضاف توبة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن زيارة وزير دفاع النظام لا يمكن استبعادها عن اتفاق خط الغاز الأخير، المتفق عليه بين أربع دول عربية بينها سورية والأردن.
واعتبر الكاتب الصحافي أن الزيارة مهمة للأردن لبحث أمن الحدود من جماعات مختلفة ومكافحة تهريب المخدرات، وهي تندرج أيضا في إطار المساعي الأردنية المتواصلة لتخفيف أثر العقوبات والمساهمة في إعادة إعمار سورية.
وأكد توبة أن عمّان تريد من النظام السوري ضمان أمن الطريق الدولي عمّان – دمشق لإحياء التجارة، كما تسعى جاهدة لإبعاد أي مليشيات موالية لإيران عن الحدود بين البلدين.
من جانب آخر، اعتبر المحلل السياسي السوري درويش خليفة أن الأردن يسعى بشكل واضح، من خلال الجهود الأخيرة والاتصالات الأخيرة مع حكومة النظام السوري، إلى أن يكون له دور مهم في إعادة الإعمار، واستضافة الشركات والمنظمات التي ستتولى هذه المشاريع في جنوب ووسط سورية.
ورأى خليفة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأردن تلقى ضوءاً أخضر أميركياً للعب دور في مجال تخفيف العقوبات وإعادة الإعمار، في ظل شبه توافق بين موسكو وواشنطن لأن يكون الجنوب السوري منطقة "لامركزية" يمكن البدء فيها بإعادة الإعمار.
ومنذ عام 2011، شهدت العلاقات بين سورية والأردن تحولات عديدة، إذ دعم الأردن فصائل المعارضة في الجنوب السوري، لكن عقب سيطرة قوات النظام على المنطقة، بدأ بالبحث عن عودة العلاقات، خاصة بعد فتح معبر "نصيب" الحدودي بين البلدين.
وأجرى وزير الداخلية في حكومة النظام السوري محمد الرحمون، في 27 يوليو/تموز الماضي، اتصالا هاتفيا مع نظيره الأردني مازن الفراية، هو الأول من نوعه على مستوى الوزراء منذ سنوات.
وجاءت هذه التطورات عقب تصريحات لافتة أدلى بها الملك الأردني عبد الله الثاني، قال فيها إن رئيس النظام السوري بشار الأسد "باقٍ" ويجب إيجاد طريقة للحوار مع النظام.