وزير خارجية لبنان في الكويت حاملاً ردوداً على المقترحات الخليجية

29 يناير 2022
بو حبيب: لن نذهب لتسليم سلاح "حزب الله" (Getty)
+ الخط -

وصل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى الكويت، السبت، حاملاً ردوداً على قائمة الاقتراحات السياسية التي قدمتها دول الخليج للبنان، في محاولة لإنهاء الجمود بين الجانبين.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أنّ وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح استقبل نظيره اللبناني بمناسبة زيارته البلاد للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب.

ومن المقرر أن يحضر بو حبيب اجتماع وزراء الخارجية العرب في الكويت، الأحد، حيث سيسلّم نظيره الكويتي ردوداً رسمية على اقتراحات دول الخليج.

وكان الصباح قد سلّمها شخصياً في بيروت، في وقت سابق من هذا الشهر، وتضمنت شروطاً سعودية واضحة لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان تأتي في سياق "12 بنداً".

ويأتي الجواب اللبناني بناءً على مشاورات أجريت بشكل خاص بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، وقد صاغ ورقة الأجوبة وزير الخارجية.

وأكد مصدر في قصر بعبدا، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجواب اللبناني يؤكد حرص لبنان على أفضل العلاقات مع الدول العربية، وخاصة الخليجية، والنأي بالنفس عن الصراعات الخارجية، والتزام لبنان باتفاق الطائف، والتشدد في الإجراءات الأمنية والتدابير والعمليات بهدف إحباط عمليات تهريب المخدرات، كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006 (يدعو إلى وقف العمليات القتالية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي)، مع تأكيد لبنان أنه ملتزم بهذا التطبيق وتطرقه إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة".

ويشير المصدر إلى أنّ "القرار 1559 يشكل موضوعاً حساساً في لبنان، والدول العربية والخليجية تعي ذلك، وسلاح "حزب الله" يلعب دوراً في لبنان مقاوماً للاحتلال الإسرائيلي، من هنا، فإنّ هذا المطلب يتطلّب نقاشاً طويلاً ودرساً وتفاهماً لبنانياً، وسينقل وزير الخارجية وجهة نظر لبنان بهذا الإطار".

هذه الأجواء لمّح إليها وزير الخارجية اللبناني، أمس الجمعة، في تصريح له لـ"الجزيرة"، إذ أعطى الجواب اللبناني سلفاً حول سلاح "حزب الله" وموقع الحزب في لبنان، إذ شدّد على أنّ "حزب الله هو حزب لبناني لا يهيمن على سياسة لبنان"، مؤكداً في المقابل أن هناك تشاوراً دائماً بين القيادات السياسية، ومن ضمنها الحزب.

وقال بو حبيب إنّ بلاده "مطمئنة إلى أنه سيكون هناك تجاوب مع الرد على المبادرة الخليجية"، وإنها "مهتمة بأن تكون العلاقة مع دول الخليج ممتازة"، مشيراً إلى "أننا سنبدأ حواراً مع الأخوة في الكويت، ولكن يهمنا استقرار لبنان ووحدة الوطن"، مؤكداً أن القرارين 1559 و1701 سيأخذان وقتهما للتنفيذ.

سمير جعجع ينتقد الرد الرسمي اللبناني على المقترحات الخليجية

في الأثناء، انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع طريقة الرد الرسمي اللبناني على المقترحات الخليجية، مشيراً إلى أنّ ذلك من صلاحيات مجلس الوزراء، و"لا شيء بالدستور اسمه الرؤساء الثلاثة".

وكتب جعجع، السبت، في تغريدة له على "تويتر"، "كل يوم خرق جديد للدستور والقوانين، فبدلاً من أن تطرح الورقة الكويتية على مجلس الوزراء لمناقشتها، اختزل الرؤساء الثلاثة المسألة بأشخاصهم وكلفوا وزير الخارجية بإعطاء جواب لبنان الرسمي".

وأضاف "لا شيء بالدستور اسمه الرؤساء الثلاثة، هناك رئاسة الجمهورية، مجلس النواب ومجلس الوزراء. الرد على الرسالة الخليجية هو من صلاحيات مجلس الوزراء حصراً".

ووصلت العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى أدنى مستوياتها أواخر العام الماضي عندما انتقد وزير الإعلام السابق جورج قرداحي الحرب التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.

وبعد تصريحات قرداحي، استدعت المملكة العربية السعودية سفيرها من بيروت وحظرت جميع الواردات اللبنانية، ما أثر على مئات الشركات وأوقف تدفق مئات الملايين من العملات الأجنبية إلى لبنان. وحذت عدة دول عربية حذو السعودية.

وكان قرداحي، الذي أدلى بتصريحاته قبل توليه منصبه، قد استقال في ديسمبر/ كانون الأول، لكن هذه الخطوة لم تؤد إلى تحسّن العلاقات بين الجانبين.

المساهمون