وزير خارجية تركيا يجول على مسؤولي لبنان الثلاثاء

15 نوفمبر 2021
وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو (Getty)
+ الخط -

مرَّ أكثر من أسبوعَيْن على "المقاطعة" السعودية للبنان في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي حول حرب اليمن، وما تزال حكومة نجيب ميقاتي تتخبَّط داخلياً مع انقسام الآراء بشأن كيفية التعاطي مع الأزمة اللبنانية – الخليجية والخطوات الواجب اتخاذها.

وفي وقتٍ يُردِّد فيه وزير الإعلام بأنه لا يتمسّك بالمناصب ويلوّح إلى إمكان تقديم استقالته، شرط الحصول على ضمانات وضعت في خانة "تراجع السعودية وبعض دول الخليج عن الإجراءات التي اتخذتها بحق لبنان"، يفعّل ميقاتي اتصالاته بحثاً عن حلٍّ، ويعوِّل على كل خطوة خارجية لتحدث ثقبا في جدار الأزمة.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن "وزيرها مولود جاووش أوغلو سيزور لبنان (..)، إذ سيتم خلال المباحثات واللقاءات استعراض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواصلة تطوير العلاقات الثنائية مع لبنان في مختلف المجالات وكذلك التطورات الإقليمية والدولية".

ووصل وزير الخارجية التركي مساء اليوم إلى بيروت، على أن يبدأ جولة على المسؤولين اللبنانيين غدا الثلاثاء.

وأضافت، في بيان، "بمناسبة زيارة الوزير من المتوقع أن يستقبله كل من رئيس لبنان ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، فضلاً عن لقاءاته مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب".

وأشار مصدرٌ مقرَّب من ميقاتي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "كل زيارة نتطلع إليها بإيجابية كونها تؤكد أن لبنان ليس متروكاً، وهناك دول تريد دعم البلاد والوقوف إلى جانبه ومدّ يد العون له".

ولفت المصدر إلى أن "زيارة وزير خارجية تركيا مهمة باعتبار أنها ستكون شاملة سياسياً واقتصادياً"، مشيراً إلى أن "اتصالات ميقاتي متواصلة لإيجاد حلّ لأزمة لبنان مع عددٍ من دول الخليج، وكذلك بهدف إعادة تفعيل عمل الحكومة المعلقة جلساتها ربطاً بملف انفجار مرفأ بيروت".

ويسود الترقب زيارة وزير خارجية تركيا الآتي من إيران إلى بيروت، والمساحة التي سيخصصها لبحث أزمة لبنان مع بعض دول الخليج، خصوصاً بعدما عجز وفد جامعة الدول العربية عن إحداث أي خرق في ظلّ استمرار تمسك السعودية بموقفها الذي ما عاد مرتبطا فقط بتصريحات وزير الإعلام، وهي التي لم تعطِ الضوء الأخضر من الأساس لحكومة ميقاتي.

في الإطار، اطلع الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الاثنين، من سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة، وسفير لبنان لدى مملكة البحرين ميلاد نمّور، والقائم بالأعمال في سفارة لبنان في الكويت هادي هاشم، على التطورات المتعلقة بالعلاقات اللبنانية مع الدول الثلاث في ضوء المستجدات الأخيرة، والإجراءات التي لجأت إليها هذه الدول بعد استدعاء سفرائها من بيروت والطلب من السفراء اللبنانيين مغادرتها، بحسب ما أعلن بيان مكتب رئاسة الجمهورية الإعلامي.

وأطلع الدبلوماسيون الثلاثة رئيس الجمهورية على أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في الدول الثلاث.

وأكد الرئيس عون أن "العمل جار لمعالجة الوضع الذي نشأ بين لبنان والمملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، انطلاقاً من حرص لبنان على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وخصوصاً السعودية ودول الخليج".

ويستمرّ تمسك "حزب الله" و"حركة أمل" (برئاسة نبيه بري) ومن خلفهما "تيار المردة" برئاسة سليمان فرنجية، بموقفهم بضرورة إقالة المحقق العدلي القاضي طارق البيطار كممر إلزامي لانعقاد جلسات مجلس الوزراء، وهو ما يعمل عليه بري الذي يضع هذا الملف أولوية، بينما فضّل "النأي بالنفس" عن الأزمة مع السعودية ودول خليجية.

وأكد المكتب السياسي لـ"حركة أمل"، في بيان اليوم، أن "المدخل الأساسي لأي حل هو خروج المعنيين من حالة المراوحة القاتلة التي أوصلت البلاد إلى آخر دركٍ يكون بدور الدولة الراعية التي تلتزم تطبيق الدستور والقوانين دونما استنسابية أو انتقائية في المجالات كلها أو على أساس الفرز المذهبي والطائفي الذي عطّل ويعطِّل انتظام عمل المؤسسات، ويمنعها من تأدية واجباتها الأساسية في رعاية المواطن وعيشه".

المساهمون