وصل وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، اليوم السبت، إلى الجزائر، حاملاً رسالة من رئيس النظام بشار الأسد.
والتقى المقداد بنظيره الجزائري أحمد عطاف، على أن يسلم خلال زيارته رسالة من الأسد إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وقال في تصريح صحافي عقب وصوله إلى مطار الجزائر الدولي "مهما قلنا لا يمكننا وصف الدور المهم الذي تقوم به الجزائر على مختلف المستويات"، مضيفاً أن زيارته إلى الجزائر "للتعبير عن المشاعر امتنان سورية لوقوف الجزائر بجانبها، خاصة في الأحداث الأخيرة"، في إشارة إلى الزلزال المدمر.
وتابع المقداد أنه "لدى الجزائر رمزية خاصة عند الشعب السوري وكل شعوب العالم"، مضيفاً أن "العلاقات بين الجزائر وسورية مستمرة ونحن بحاجة إلى تعزيز تلك العلاقات".
وقادت الجزائر قبيل القمة العربية الماضية التي عقدت في الجزائر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي جهوداً لدعوة سورية إلى القمة، لكنها اصطدمت بمواقف عربية رافضة لعودة دون شروط وتفاهمات مسبقة لحل الأزمة السورية.
لماذا غابت الجزائر عن اجتماع جدة؟
ومؤخراً تقود السعودية جهوداً عربية جديدة، تسعى إلى تحقيق اختراق في الملف، ووضع إطار يسمح بعودة سورية أو مشاركة محتملة لها في القمة العربية المقبلة المقررة في 19 مايو/ أيار المقبل في الرياض، وهو ما ناقشه اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة أمس الجمعة، بحضور العراق والأردن ومصر.
وأثار عدم توجيه السعودية دعوة إلى الجزائر، لحضور الاجتماع، بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية، جدلاً لافتاً في الجزائر، وتساؤلات حول ما إذا كانت الرياض تحاول القفز عن المسعى الجزائري، لتأكيد مركزية الموقف السعودي في القرار العربي المشترك، أم أن الأمر تم بتفاهم من الجزائر لمنح السعودية فرصة التركيز على إقناع الدول التي ما زالت مواقفها من دمشق ثابتة بسبب مماطلة نظام الأسد في حل سياسي للأزمة السورية، وهو التفسير الأكثر ترجيحاً، خاصة أن العلاقات الجزائرية السعودية في أفضل حالاتها.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر توفيق بوقاعدة، لـ"العربي الجديد"، إن عدم حضور الجزائر يرجع لعدة تفسيرات، أحدها أن السعودية تحاول قدر الإمكان استبعاد الجزائر في جهدها لإعادة سورية للجامعة العربية، وبالتالي تحقق مكسب دبلوماسي، والتفسير الآخر هو أن الدبلوماسية السعودية تركز وبدعم جزائري على العمل مع الأطراف الرافضة للعودة.
واستبعد المحلل السياسي عمار سيغة في حديث لـ"العربي الجديد"، وجود قرار سعودي وراء غياب الجزائر، بحكم العلاقات الجيدة بين الجزائر والرياض، مرجعاً الأمر إلى تفاهمات بين الطرفين في ملف التطبيع مع النظام السوري.