يجري وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد زيارة رسمية إلى الهند هي الأولى منذ سنوات طويلة تستمر حتى يوم الإثنين المقبل، التقى خلالها اليوم الجمعة نائب الرئيس الهندي، جاغديب دهنكر.
وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" إنّ المقداد بحث مع دهنكر آخر مستجدات المنطقة، وأكد أهمية التواصل والتنسيق المتبادل في المواقف التي تهم البلدين.
وأعرب المقداد عن ترحيب النظام السوري بدور الهند في إعادة إعمار سورية، معتبراً أنّ ازدياد عدد الكفاءات السورية التي درست في الهند واكتسبت من التجربة الهندية، سيكون له دور فعّال في إعادة الإعمار.
من جانبه، أبدى نائب الرئيس الهندي استعداد بلاده للتعاون مع النظام السوري في مجال التقانة والطاقة المتجددة، والأدوية والأسمدة، والطيران المدني والتدريب المهني.
وتهدف الزيارة، بحسب ما أعلنه، إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وبحث آخر التطورات السياسية والقضايا الثنائية التي تجمع بين البلدين.
وخلال السنوات السابقة، حافظت الهند على علاقاتها مع النظام السوري، وأبدت أخيراً استعدادها للتعاون الاقتصادي في مجال إعادة الإعمار.
وسبق أن وقّع المقداد، في شهر فبراير/ شباط الماضي، بحضور سفير الهند في سورية، ماهيندر سينغ كانيال، اتفاقاً ضم بموجبه سورية إلى "التحالف الدولي للطاقة الشمسية"، وهو تنظيم حكومي دولي تقوده الهند.
البحث عن مصادر اقتصادية
وحول دلالات هذه الزيارة وأهدافها، قال الباحث في مركز "جسور" للدراسات وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ النظام السوري "يحاول البحث عن مصادر اقتصادية في ظل الأزمة الخانقة التي يعاني منها، ويستغل فرص انشغال روسيا في حربها بأوكرانيا، وإيران بالاضطرابات الداخلية، ويبحث عن فرصة لتعزيز العلاقات مع دول أخرى مثل الصين والهند، على أمل أن يتخلّص قليلاً من سيطرة نفوذ إيران وروسيا على اقتصاده".
وأضاف علوان أنّ "الضغط الاقتصادي في مناطق النظام السوري، من المتوقع أن يزداد ويتنامى في ظل أزمات روسيا وإيران"، كما اعتبر أنّ النظام "يحاول الاستثمار السياسي في زيارة المقداد للهند بعد فشله في حضور اجتماعات جامعة الدول العربية التي أقيمت أخيراً في الجزائر، واستمرار عزلته عربياً ودولياً".