وزير الخارجية الجزائري ينتقد حرمان النظام السوري من مقعد الجامعة العربية

25 يوليو 2022
لعمامرة: غياب سورية عن مقعدها في الجامعة العربية "يضر" العمل العربي المشترك (Getty)
+ الخط -

 

تواصل الجزائر جهودها السياسية للدفع بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية وإدماجه ضمن أطر العمل العربي، قبل القمة العربية المقبلة المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم في الجزائر، على الرغم من عدم توفر إجماع عربي بشأن ذلك حتى الآن.   

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، اليوم الإثنين، إن "الجزائر وسورية تتقاسمان الأمجاد والبطولات"، مؤكداً الاتفاق مع حكومة النظام السوري على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد خلال زيارة يجريها لعمامرة إلى دمشق على مدار يومين.

وزعم لعمامرة أن غياب سورية عن مقعدها في الجامعة العربية "يضر بالعمل العربي المشترك".

وأضاف لعمامرة في تصريح صحافي عقب استقباله من رئيس النظام السوري بشار الأسد أن "سورية عنصر أساسي على الساحة العربية وعضو مؤسس في الجامعة العربية، والعالم العربي بحاجة إلى سورية وليس العكس"، ملمحاً إلى مساع جزائرية لاحقة لكسر الحصار السياسي العربي والدولي على دمشق".

وأضاف: "الجزائر ستكون مع سورية وستنسق معها في الوضع العربي والدولي خلال رئاستها للقمة كما كانت دائماً".

وسلم الوزير لعمامرة إلى بشار الأسد، بحسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية "رسالة من الرئيس عبد المجيد تبون، تخص العلاقات الثنائية واستمرار التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء التحديات التي تواجه المنطقة، إضافة إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية في الجزائر، وتم خلال اللقاء تبادل بعض المقترحات والصيغ لتحسين العمل العربي المشترك".

من جانبه، ثمن رئيس النظام السوري مواقف الجزائر قائلاً إن "الشعب السوري لن ينسى موقف الجزائر التي وقفت إلى جانبه في الحرب التي يتعرض لها وسيذكرها دائماً على أنها بلد شقيق".

من جهته، قال المقداد خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع لعمامرة إن "الجزائر وقفت إلى جانب الشعب السوري طوال سنوات الأزمة ودانت الإرهاب والعقوبات الغربية التي فرضت على سورية"، وزعم أن "الهم الأساسي لسورية تعزيز التضامن العربي وتوحيد كلمتنا في مواجهة التحديات المشتركة"، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وبحسب وزارة الخارجية في حكومة النظام، فقد بدأ وزير الشؤون الخارجية الجزائري أمس زيارة عمل إلى سورية تستمر يومين.

وكان في استقبال الوزير الجزائري في مطار دمشق الدولي نظيره فيصل المقداد، وتأتي الزيارة عقب زيارة مماثلة أجراها المقداد إلى الجزائر في الرابع من الشهر الجاري للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر، وأجرى لقاءات مع كبار المسؤولين في البلاد وغيرهم من شخصيات عربية.

وتأتي زيارة لعمامرة ضمن جولة عربية يقوم بها لحشد الدعم العربي لإنجاز توافقات سياسية بشأن ملفات القمة العربية المقبلة المقررة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في الجزائر، حيث تدافع الأخيرة بشدة عن عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية خلال قمة الجزائر، أو خلال العام الذي ترأس فيه الجزائر مؤتمر القمة.  

يذكر أن زيارة لعمامرة هي الأولى لوزير خارجية جزائري إلى سورية منذ عام 2011 والثانية لمسؤول في الحكومة الجزائرية بعد زيارة أجراها وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل في إبريل/ نيسان عام 2016.

وفي تعليق على الزيارة، دعا رئيس "الائتلاف الوطني السوري" سالم المسلط الجزائر، إلى مراجعة خياراتها، والالتزام بمواقف جامعة الدول العربية، التي رفضت شرعنة نظام بشار الأسد أو التطبيع معه، مشيراً إلى أن متابعة الدول العربية عزل النظام في غاية الأهمية.

وقال المسلط في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في "تويتر" اليوم الإثنين، إنه "من المحزن أن يكون الموقف الرسمي الجزائري إلى جانب نظامٍ ارتكب الجرائم والمجازر الجماعية بحق المدنيين في سورية، وقتل واعتقل منهم مئات الآلاف، وهجّر الملايين"، داعياً "الجزائر إلى مراجعة خياراتها، والالتزام بمواقف جامعة الدول العربية، التي رفضت شرعنة نظام الأسد، أو التطبيع معه".

وأكد رئيس "الائتلاف الوطني السوري"، أن "متابعة الدول العربية لعزل نظام الأسد وعدم الانخراط في شرعنته أو إعادة تأهيله أو قبوله في الجامعة العربية هو أمر في غاية الأهمية"، مشدداً على أن "نظام الأسد فاقد للشرعية ولا يمثل سورية ولا شعبها".

وأشار المسلط إلى أنه "لا يمكن أن يتحقق الأمن والسلم الدوليان، بوجود نظام الأسد في السلطة، بعد أن بات أداة بيد روسيا وإيران، وتحوّل إلى مليشيات تعتاش على القتل والتعذيب وتجارة المخدرات".

المساهمون