بدأ وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، زيارة إلى السعودية، ضمن أول زيارة يجريها أرفع دبلوماسي إيراني منذ سنوات بعد انفراج العلاقات بين البلدين في مارس/ آذار من هذا العام، بوساطة الصين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب محادثات بين الجانبين، أعلن وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان استئناف بعثات المملكة وإيران أعمالها ومباشرة سفيري البلدين مهامهما.
ونقلت "رويترز" عن وزير الخارجية الإيراني قوله إن المحادثات بين إيران والسعودية ناجحة، بينما أفاد نظيره السعودي بأن "المملكة تأمل في زيارة من الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) تلبية لدعوة من العاهل السعودي (الملك سلمان بن عبد العزيز)".
وقال بن فرحان: "المملكة تتطلع لزيارة رئيس إيران بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز"، وفق ما نقلته قناة "الإخبارية" السعودية وتابعته الأناضول.
وأشار إلى "استئناف بعثات المملكة وإيران أعمالها ومباشرة سفيري البلدين مهامهما"، معتبرا إياهما "خطوة مهمة". وأكد وزير الخارجية أن المملكة "حريصة على بحث سبل تفعيل الاتفاقيات الخاصة بالجوانب الأمنية والتشاور والتنسيق مع إيران".
بدوره، قال وزير خارجية إيران: "العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدما". وأضاف: "أجرينا مباحثات مثمرة في الرياض ونثمن دور المملكة في المنطقة"، وفق وسائل إعلام سعودية.
وبحسب "أسوشييتد برس"، كان آخر وزير خارجية إيراني يزور السعودية هو محمد جواد ظريف، الذي سافر إلى المملكة عام 2015 لتقديم التعازي في وفاة الملك عبد الله.
وفي وقت سابق من، اليوم الخميس، قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إنّ أمير عبد اللهيان "وصل إلى مطار الرياض قبل بضع دقائق في زيارة تستمر يوماً، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي".
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" (شبه رسمية) أن عبد اللهيان "وصل إلى الرياض رداً على زيارة نظيره السعودي فيصل بن فرحان مؤخرا إلى طهران".
وأشارت إلى أنه "من المقرر أن يلتقي عبد اللهيان مع نظيره السعودي وكبار المسؤولين في الرياض".
والثلاثاء، قال عبد اللهيان في تصريح، وفق الوكالة، إن "الأيام المقبلة ستشهد تبادل سفراء بين السعودية وإيران".
والأسبوع الماضي، نقلت وكالة "إيرنا" الرسمية الإيرانية، عن مصدر وصفته بالمطلع، أن السفارة السعودية بدأت عملها في طهران بشكل رسمي.
والاثنين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، خلال مؤتمر صحافي، إن عبد اللهيان "سيبحث خلال زيارته إلى الرياض القضايا الثنائية، وإحياء التعاون الثنائي في المجالات المختلفة".
بدورها، قالت قناة "الإخبارية" السعودية إن عبد اللهيان سيلتقي بن فرحان خلال الزيارة، ويعقد الجانبان اجتماعا مشتركا "لتعزيز التعاون الثنائي بما يخدم البلدين".
وفي 10 مارس الماضي وقّعت السعودية وإيران اتفاقاً برعاية الصين لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، بعد انقطاع دام نحو 7 سنوات.
وأعلن وزير الخارجية السعودي، خلال زيارة أجراها إلى طهران في يونيو/حزيران الماضي، أن سفارة المملكة لدى بلاده "ستفتتح من جديد".
كما اتفق بن فرحان وعبد اللهيان خلال الزيارة على "تشكيل لجان سياسية واقتصادية مشتركة لمتابعة المصالح المشتركة".
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد التقى، في يونيو/ حزيران، بمسؤولين إيرانيين في طهران، في أول زيارة يقوم بها إلى هناك أيضاً بعد استئناف العلاقات.
وأنهى الاتفاق الإيراني السعودي، بوساطة الصين، في وقت سابق من هذا العام، سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر عن بكين، بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين من 6 إلى 10 مارس.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في 2016، بعدما هاجم محتجون سفارتها في طهران رداً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز الشيخ نمر باقر النمر.
وعادت إلى الواجهة أخيراً ملامح توتر بين البلدين نتيجة خلافات على الحق في ملكية حقل الدرة النفطي المتنازع عليه في الحد الشرقي من المنطقة المغمورة في بحر الخليج.
وتقول إيران إن حقل أرش (الدرة) لها وحدها، فيما تقول الكويت والسعودية إن ملكيته بما فيه من ثروات تعود للبلدين معاً، وتدعو الأولى إلى التفاوض لتقاسمها.