عراقجي عن تفجيرات لبنان: اغتيالات عمياء وجريمة ضد الإنسانية
طهران مستعدة لإطلاق جولة مفاوضات نووية خلال زيارة نيويورك
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريحات صحافية، اليوم الاثنين، أن "إسرائيل عالقة في مستنقع غزة وبعد عام من شن الحرب عليها لم تحقق هدفها في القضاء على حركة حماس، بينما هي مدججة بأحدث الأسلحة، ولذلك تسعى اليوم إلى توسيع ساحة الحرب للخروج من مأزق غزة"، مضيفاً: "نحن واعون جداً ولن نقع في فخهم وتحركاتهم نابعة عن العجز".
وأشار عراقجي إلى تفجير أجهزة الاتصال في لبنان بالقول إن هذه الأعمال الإسرائيلية "اغتيالات عمياء وجريمة ضد الإنسانية ونابعة عن العجز والأزمة"، مضيفاً أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران "كان لأجل إغضاب طهران واستفزازها لإقحامها في معركة أكبر"، وأشار إلى أن الاغتيال كان على حساب سمعة إيران ومصداقيتها "لكنه يبقى كلفة وخسائر أمام زوال ماء وجه إسرائيل وجيشها وعجزهما في هذه الحرب".
من جهته، قال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، القائد العام الأسبق للحرس الثوري، الاثنين، إن بلاده تتجنب "الإجراء المتسرع في الرد على الصهاينة" في تعليق على اغتيال هنية في طهران، وأضاف رضائي: "سنصفع نتنياهو صفعة قوية"، مشيراً إلى أن "الاستخفاف بالعدو يمكن أن تترتب عليه مخاطر جادة"، وقال إن "عملية الوعد الصادق ردت على اعتداء الصهاينة (على السفارة الإيرانية في بيروت) وفي الوقت نفسه لم ندخل في حرب مع أميركا"، مؤكداً أن "أي قوة لا تتجرأ على الاعتداء على إيران" وفق ما أوردته وكالة إيسنا الطلابية الإيرانية.
عراقجي: نسعى لاستئناف المفاوضات النووية
وفي سياق آخر، أعلن عراقجي سعي حكومته إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية وقال في هذا الشأن: "إننا مستعدون لهذه المفاوضات وإذا كان الطرف الآخر مستعداً أيضاً، فخلال هذه الزيارة (إلى نيويورك) يمكننا إطلاقها". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة أيضاً للبدء في المفاوضات النووية قال عراقجي إنه "تم تبادل رسائل وهناك استعداد عام لكن الظروف الدولية تجعل استنئاف المفاوضات أكثر صعوبة وتعقيداً".
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن تُستأنف المفاوضات النووية رغم هذه الظروف الصعبة "ونحن خلال هذه الزيارة سنوظف جميع قدراتنا وتجاربنا ونأمل أن نتمكن من فتح مسارات جديدة". وعما إذا كانت الخارجية الإيرانية حصلت على إذن لأجل استئناف المفاوضات النووية من الداخل، أي من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أكد عراقجي أن "الدبلوماسيين لا يتحركون من دون تصريح".
وتواجه المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني انسداداً منذ سبتمبر/ أيلول 2020. ولم تنجح ثماني جولات تفاوض علنية غير مباشرة مع واشنطن في فيينا بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة عام 2020 في إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018، وهو ما دفع طهران مع مرور الوقت إلى التخلي عن التزاماتها النووية بموجب الاتفاق، ومنها إنهاء قيود الرقابة المشددة على برنامجها النووي بموجب البروتوكول الإضافي المكمل لاتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.