وصل وزير الدفاع المصري محمد زكي، اليوم الأحد، إلى العاصمة الروسية موسكو على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية إن الزيارة "تأتي إطار تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين الصديقين".
وأوضح المتحدث أنه من المقرر أن يحضر وزير الدفاع المصري خلال زيارته إلى روسيا فعاليات الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة المصرية الروسية مع عدد من القادة والمسؤولين بوزارة الدفاع الروسية، وذلك لمناقشة العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ودعم علاقات التعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
ومنتصف الأسبوع الماضي، قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن اتصالات بين القاهرة وموسكو أجريت خلال الأيام القليلة الماضية في إطار محاولات البلدين لتجاوز التوتر الذي تسببت فيه قضية سد النهضة واختلاف وجهات النظر حول عدد من الملفات الأخرى المرتبطة في تحليلها الأخير بحرص مصر على مد جسور الثقة مع الرئيس الأميركي جو بايدن وإعادة التوازن إلى خريطة العلاقات المصرية الخارجية بتحسين العلاقات مع عدد من القوى الإقليمية التي كانت على خلاف مع مصر منذ عام 2013.
وكشفت المصادر، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين الروس أعادوا خلال الاتصالات طرح مسألة عودة سورية إلى عضوية جامعة الدول العربية من دون شروط، كواحدة من القضايا التي يجب على مصر العمل على حلها بأسرع وقت والسعي لإحراز تقدم فيها، وباعتبارها من الشواغل الأساسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت المصادر إلى أن السلوك الروسي في مطالبة مصر بالتحرك في هذا الملف بالإضافة لإبداء القلق بشأن مشروع غاز شرق المتوسط وملف استيراد الأسلحة، لا يمكن تصنيفه إلا كجزء من المواجهة المباشرة مع واشنطن، والتي تدفع فيها مصر ثمناً باهظاً من تحمل الضغوط المتضاربة من الجانبين بسبب محاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نيل رضا جميع الأطراف خلال السنوات الأولى من حكمه، وسعيه لتعدد مصادر التسليح، وعقد صفقات تهدف في الجانب الأهم منها، إلى معالجة ملفات سياسية تؤرق نظام حكمه، الأمر الذي جعل بوتين يعتقد أنه كان يستخدم توثيق العلاقة بروسيا كوسيلة لاستفزاز واشنطن وجذب اهتمامها بمصر والتعامل مع نظامه، ثم فشلت مصر على مدار العامين الماضيين في تبديد هذه الرؤية التي انعكست على العديد من الملفات الاقتصادية والعسكرية.
وتبدى هذا الأمر بتردد مصر في شراء المزيد من الأسلحة الروسية حسبما كان يتمنى بوتين وقرب تراجعها للمركز الخامس على لائحة مصدري الأسلحة للجيش المصري، الذي أصبح إلى جانب المجر، ودول الخليج من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة، كان له أيضاً تأثير سلبي مباشر على العلاقة بين البلدين، بما أدى إلى إلغاء بعض الزيارات الرسمية التي كانت مقررة بين الدولتين منذ مطلع 2020 واكتفاء بوتين بإرسال وزير الخارجية سيرغي لافروف للقاء السيسي في إبريل/ نيسان الماضي بدلاً من حضوره في زيارة كانت مخططة وتم التحضير لها بالفعل في الربيع الماضي.