وصل، عصر اليوم السبت، وزير الدفاع العراقي جمعة عناد سعدون إلى طهران، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، في زيارة جاءت بناء على دعوة نظيره الإيراني أمير حاتمي.
وفضلاً عن مباحثاته مع حاتمي، من المقرر أن يجري سعدون لقاءات أخرى مع مسؤولين سياسيين وعسكريين رفيعي المستوى، للتباحث بشأن التعاون الدفاعي ومواجهة "الإرهاب" وأمن الحدود، وفقاً لمصادر إيرانية.
ولدى استقباله نظيره العراقي، بدأ وزير الدفاع الإيراني حديثه بإحياء ذكرى قائد "فيلق القدس" الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي السابق أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا مطلع العام الحالي في بغداد في ضربة جوية أميركية، مشيداً بالرجلين ودورهما، وأكد أن "مقاتلي محور المقاومة والشعبين الإيراني والعراقي لن يتغاضوا عن دماء أبطالهم"، بحسب قوله.
وأكد حاتمي أنّ بلاده "ستواصل دعمها للعملية السياسية والاستقرار والأمن في العراق ووحدة أراضيه"، معتبراً أن "العراق اليوم يعيش وضعاً أمنياً أفضل من قبل".
وقال إنّ "هناك تعاوناً جيداً بين البلدين في مواجهة الإرهاب واستقرار الأمن في المنطقة"، معتبراً أنّ ذلك "يشكل نموذجاً مناسباً"، ومعرباً عن استعداد طهران للمشاركة في إعادة إعمار العراق.
وتابع أنّ "الإرادة السياسية لقادة إيران والعراق في أعلى المستويات متوفرة لتعميق العلاقات"، مضيفاً أنّ إيران "مستعدة لتوفير الاحتياجات الدفاعية للقوات المسلحة العراقية لتعزيز قوة العراق الدفاعية".
ودعا وزير الدفاع الإيراني دول المنطقة إلى "تأمين أمنها بنفسها"، مشدداً على أن "الاستقرار والسلام في المنطقة ليسا ممكنين طالما توجد فيها القوات الأجنبية وتتدخل فيها".
ورأى حاتمي أنّ "المنطقة تواجه ظروفاً حساسة وصعبة للغاية بسبب تدخلات القوى الأجنبية"، مشيراً إلى تطبيع دول خليجية علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيل، وقال إنّ "ذلك يشكل خيانة لجميع الشعوب المسلمة".
وأعرب سعدون من جهته عن سعادته لزيارة طهران، مشيراً إلى أهداف زيارته، ليؤكد أنّ "هدفنا الأول في هذه الزيارة هو توطيد العلاقات بين البلدين، والهدف الثاني من زيارتي، برفقة عدد من القيادات الرفعية للقوات المسلحة العراقية، هو التعرف على الإنجازات العلمية والتقنية للجمهورية الإسلامية وتجاربها القيمة في المجال الدفاعي".
وأضاف سعدون "نسعى إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه"، مؤكداً: "لن نألو جهداً حتى القضاء عليه نهائياً"، مقدماً الشكر "للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها لهزيمة داعش".
وتكتسب الزيارة أهميتها من توقيتها، حيث إنها تأتي على أعتاب الذكرى الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يوم 3 يناير/كانون الثاني 2019، وسط تصاعد التصريحات الإيرانية في الآونة الأخيرة بشأن الثأر له والدعوات الإيرانية لإخراج القوات الأميركية من العراق والمنطقة.
وفي السياق، تروج أوساط إعلامية إيرانية أنّ طهران قد تقرر الإقدام على شيء ما في الذكرى الأولى لاغتيال سليماني، لا سيما أنّ الولايات المتحدة الأميركية تنشغل في الوقت الراهن بانتقال السلطة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، إلى الرئيس الجديد جو بايدن.
وبدأت السلطات الإيرانية منذ فترة بالتحضير لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال سليماني من خلال إطلاق جملة برامج ثقافية وفنية وسياسية.
قصف على مواقع الأكراد
وفي غضون زيارة الوزير العراقي، أعلن "الحرس الثوري" الإيراني، مساء اليوم السبت، أنّ قواته قصفت بالمدفعية مواقع تابعة لـ"مجموعات معادية للثورة" داخل إقليم كردستان العراق، في إشارة إلى مواقع فصائل كردية معارضة.
وذكرت القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، في بيان، إنها "صباح اليوم قامت باستهداف مواقع مجموعات إرهابية معادية للثورة وراء الحدود في شمال غرب البلاد، وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات"، من دون تفاصيل أخرى.
وأكد البيان أنّ "الأمن الوطني والحفاظ على هدوء الشعب الإيراني، وخاصة سكان المحافظات الحدودية، خطان أحمران للقوات المسلحة الإيرانية وتحديداً القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية".
وجاء هذا القصف بعد يوم من اشتباكات عنيفة بين حرس الحدود الإيراني ومسلحين أكراد على الحدود في محافظة أذربيجان الغربية، أدت إلى مقتل ثلاثة من قوات حرس الحدود الإيراني.