يُجري وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، اليوم السبت، زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، تتناول بحث قضايا عدة في مقدمتها تنمية التعاون الدفاعي والأمني المشترك.
وبحسب وسائل إيرانية، فإن زيارة الوزير العراقي جاءت تلبية لدعوة من وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيراني أمير حاتمي، موضحة أن عناد سيلتقي نظيره الإيراني وعددا من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين.
وأشارت إلى أن تنمية التعاون الدفاعي والعسكري وتعزيزه تُعدّ من أهم أهداف زيارة وزير الدفاع العراقي إلى إيران.
وتحدّث مسؤول عسكري عراقي عن الزيارة، لافتاً إلى أنها ستبحث ملفات عدة تتعلق بالحدود البرية والبحرية في مياه الخليج العربي، وتبادل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الزيارة من المتوقع أن تنتج عن اتفاق إجراء مناورات حية بين الجانبين، على غرار مناورات سابقة نفذت في السنوات الماضية"، لافتاً إلى أن "العراق يطمح أيضاً إلى مساعدة إيران في ملف ضبط الحدود ومنع عمليات التهريب".
وتأتي الزيارة بعد يومين من زيارة رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عبد الأمير يار الله، إلى العاصمة السعودية الرياض، وبحثه مع القيادات العسكرية والأمنية السعودية جملة ملفات تتعلق بالحدود والتعاون الأمني وتبادل المعلومات بين البلدين.
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق، حامد المطلك، لـ "العربي الجديد"، أن علاقات العراق مع إيران قوية جداً، لأن الكثير من الأحزاب المتنفذة والمسيطرة على المشهد السياسي ترتبط بعلاقات وثيقة مع طهران، كما تربطنا حدود طويلة معها، مضيفاً: "لذلك توجد زيارات من قبل مسؤولين للنظر في طبيعة العلاقة بين الجانبين، والنظر في مصالح الدولتين، وهذا أمر طبيعي جداً".
وعبّر عن أمله في أن تأخذ مثل هذه الزيارات في الاعتبار مصلحة وسيادة العراق قبل أي اعتبار آخر، موضحاً أن العراق لا يريد أن يكون تابعاً لأحد.
وتابع: "نريد أن نكون دولة ذات سيادة، ونتحاور مع الجيران على أساس المصالح المشتركة والتفاهم بالشكل الذي يضمن سيادة واستقلالية القرار والنظر إلى مصلحة الطرفين"، موضحاً أن الزيارات الهامشية تُعدّ أمراً غير صحيح,
ولفت المطلك إلى أن الحدود العراقية الطويلة مع إيران تضم منافذ متعددة ومعابر اقتصادية تتطلب تأمينها، مبيناً أن زيارة وزير الدفاع العراقي يمكن أن تصب في هذا المجال.
وأشار إلى أن حركة الفصائل المسلَّحة في العراق أمر مرتبط بالجهات السياسية التي ترتبط بإيران، مؤكداً أن هذه الجهات هي التي يمكن أن تعمل على تخفيف سطوة الفصائل أو بقائها.
وتأتي زيارة وزير الدفاع العراقي إلى إيران على رأس وفد أمني رفيع المستوى بعد أكثر من نحو أسبوع على زيارة لوفد أمني إلى بغداد ناقش مع المسؤولين العراقيين قضايا أمنية مشتركة عدة.
والتقى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي بالوفد الإيراني الذي زار بغداد وضم اللواء قاسم تقي، النائب الأول لوزير الدفاع الإيراني، والملحق العسكري في السفارة الإيرانية في العراق فلاح نجادي، وبحث معه القضايا الأمنية وتبادل الخبرات وعددا من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
كما ناقش وزير الداخلية العراقي مع الوفد الإيراني القضايا المتعلقة بسبل تعزيز التعاون المشترك بالشكل الذي من شأنه تحقيق مصالح البلدين الجارين، وتعزيز الجوانب التي تتعلق بالقضايا الأمنية، ومكافحة الإرهاب والجريمة بمختلف صورها وتبادل والخبرات.