أكد وزير الدفاع السويدي، بيتر هولتكفيست، اليوم السبت، أنه "لا يمكن استبعاد هجوم على السويد".
ويأتي تصريح الوزير السويدي على ضوء توتر الأجواء في دول بالشمال، على خلفية تزايد التصريحات الروسية المتعلقة بتعاون استوكهولم وهلسنكي مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وشدد هولتكفيست على أن "الحكومة السويدية (يسار وسط) ليست ساذجة بشأن الوضع الأمني الحالي"، معتبراً أن بلده لا ترغب أصلا في دفع الأمور نحو المزيد من التصعيد. ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من مطالبة أحزاب يمين الوسط السويدية بوضع "خيار الناتو" على الطاولة، إذ يبدي هؤلاء حماسة لانضمام بلدهم إلى الحلف العسكري الغربي. ورغم ذلك، يحاول الوزير السويدي "البحث عن بدائل مناسبة رغم انحسارها".
ويتوسع الحديث في إسكندنافيا عن سياسات دفاعية مشتركة، بما فيها التقارب بين دول الشمال لتنسيق الجهود الدفاعية، وفي إطار أوروبي أوسع، عبر منظمة التعاون والأمن الأوروبية، لمنع انزلاق الأوضاع نحو التصادم مع روسيا في منطقة البلطيق.
وشهدت منطقة بحر البلطيق توتراً متصاعداً مع تأزم العلاقة بين موسكو والغرب حول أوكرانيا، ووضع روسيا ما يشبه "فيتو" على عضوية السويد وفنلندا في "الناتو".
ودفع التوتر في الأجواء، حكومة يسار الوسط في استوكهولم، إلى مزيد من الانتشار العسكري في "غوتلاند"، حيث نشرت قوات عسكرية وأسلحة فيها، مع خطوات أخرى مشابهة في معظم أنحاء السويد، خصوصا في أرخبيل استوكهولم.
وتأتي الخطوات السويدية كتأكيد لقول مسؤولها الدفاعي، هولتكفيست، أن بلاده "ليست ساذجة ولن تسمح أن يتم مفاجأتها وهي نائمة، حيث من المهم أن تكون إشاراتنا واضحة عن أننا نأخذ الأمور على محمل الجد".
وعندما سُئل الوزير في المقابلة مع هيئة البث العام السويدية (إس في تي)، عما إذا كان هناك خطر حقيقي من وقوع هجوم روسي على جزيرة غوتلاند، التي تبعد عن البر السويدي بنحو 90 كيلومترا، أجاب هولتكفيست بأن "من الواضح أن هناك مخاطر ولا يمكن استبعاد هجوم على السويد، ولدينا وضع متوتر وغير مريح".
وفي ذات السياق، تعرضت السويد، بحسب وزير الدفاع فيها، لهجمات إلكترونية متزايدة خلال الأسبوع الحالي "لكن ليس بنفس النطاق الذي تعرضت له أوكرانيا". واعتبر أن الهجمات السيبرانية الأخيرة "وسيلة إزعاج للبلد ومحاولة لتقويض الوضع السياسي، وهي طريقة لإظهار أنه يمكن القيام بأشياء تدمر بنيتك التحتية، وبالطبع هذا أمر غير مقبول".
جدير بالذكر أنه خلال الأيام القليلة الماضية تشكلت أغلبية برلمانية سويدية، من مختلف الاتجاهات السياسية، لمصلحة التصويت على عضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي، رغم ما تحاول موسكو إرساله من رسائل بأنها لن تسمح للحلف بالتوسع نحو البلدين الجارين، السويد وفنلندا.
وفي الدول الإسكندنافية، فإن الدنمارك والنرويج فقط عضوان في "الناتو"، بينما دخلت كل بلدان مجموعة "دول الشمال" (فنلندا والسويد والدنمارك، ومعها غرينلاند وجزر الفارو، والنرويج وأيسلندا) في معاهدات دفاعية تعززت بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، وشملت منطقة بحر البلطيق والدائرة القطبية الشمالية.