أعرب وزير الدفاع الأوكراني، اليوم الأحد، عن ثقته في موافقة الحلفاء الغربيين على طلب الأسلحة الأخير الذي تقدمت به البلاد، والمتمثل في الحصول على طائرات حربية لمواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا التي تدخل عامها الثاني قريباً.
وقال وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف في مؤتمر صحافي في كييف إن أوكرانيا تلقت بالفعل كل شيء من "قائمة الرغبات التي تقدمت بها سابقا"، باستثناء الطائرات.
وتوقع ريزنيكوف الحصول عليها قائلاً: "ستكون هناك طائرات أيضا. والسؤال هو بالضبط أي نوع من الطائرات... يمكنك القول إن هذه المهمة قد اكتملت بالفعل".
حتى الآن، حصلت أوكرانيا على دعم دول البلطيق وبولندا في سعيها للحصول على طائرات غربية مقاتلة. لكن العديد من القادة الغربيين أعربوا عن قلقهم من أن يستفز تزويد أوكرانيا بالطائرات الكرملين ويجر بلدانهم إلى عمق الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأحدث دمارا هائلا.
وتؤكد كييف أن مثل هذه الطائرات تشكل ضرورة لتحدي التفوق الجوي لروسيا ولضمان التمكن من مواجهة الهجوم الروسي الذي توقع ريزنيكوف أن يبدأ في الذكرى السنوية الأولى للحرب في 24 فبراير/ شباط.
وقال ريزنيكوف للصحافيين "لن تصل كل الأسلحة الغربية بحلول ذلك الوقت لكننا نمتلك الموارد والاحتياطيات للمساعدة في عرقلة الهجوم واحتوائه".
منذ بدء الحرب، رفض القادة الغربيون بعض طلبات أوكرانيا، مثل الصواريخ طويلة المدى والدبابات، لكنهم وافقوا لاحقا. والطائرات الحربية أحدث مثال على ذلك.
وعملت أوكرانيا على تغيير أماكن طائراتها الحربية وأخفت أسلحة دفاعها الجوي، مما أعاق جهود موسكو للسيطرة الكاملة على الأجواء. وبعد تكبده خسائر مبكرة، تجنب سلاح الجو الروسي المغامرة في عمق المجال الجوي الأوكراني وركز في الغالب على دعم خط المواجهة القريب.
الدبابات الألمانية الصنع في طريقها إلى أوكرانيا
وقال ريزنيكوف إن قوات بلاده ستبدأ التدريب على دبابات "ليوبارد" في أوروبا يوم الاثنين قبل تسليمها إلى أوكرانيا. حتى الآن، أعلنت كندا وبولندا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة أنها ستزود أوكرانيا بالدبابات.
في المقابل، قال الكرملين إن إمداد الدول الغربية أوكرانيا بمزيد من الأسلحة والأكثر تطوراً لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع، واتهم حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالضلوع المباشر في الحرب. وفي تعليقه على توريد الأسلحة الغربية وحالة الجيش الأوكراني، قال ريزنيكوف "أستطيع أن أدعي بكل جسارة أننا أصبحنا دولة بحلف شمال الأطلسي بحكم الأمر الواقع. ما زالت أمامنا فقط عقبة حكم القانون".
وقد وضعت أوكرانيا طلبها للانضمام للحلف، مثل فنلندا والسويد المجاورتين لروسيا.
على الصعيد الميداني، قال حاكم منطقة خاركيف، أوليه سينيهوبوف، إن أربعة أشخاص أصيبوا عندما سقط صاروخ روسي من طراز "إس -300" بالقرب من مبنى سكني، وأصيب آخر عندما أصاب صاروخ مبنى للتعليم العالي.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن المبنى الذي أصيب هو الأكاديمية الوطنية للاقتصاد الحضري، الذي يبعد حوالي 700 متر عن الساحة المركزية بالمدينة.
في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وهي واحدة من أربع مناطق ضمتها روسيا بشكل غير قانوني العام الماضي على الرغم من عدم سيطرة قواتها بشكل كامل على المنطقة.
وقال حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو إن خمسة مدنيين أصيبوا في الهجمات الصاروخية التي شنتها القوات الروسية ليلا في مدينة دروزكيفكا كما تعرضت بلدة أفدييفكا وضواحيها لإطلاق نار.
في مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، مركز أعنف قتال في أوكرانيا، قال الجيش الأوكراني الأحد إنه صد هجمات روسية.
أما مؤسس مجموعة "فاغنر" للمرتزقة الروس، يفغيني بريغوزين، فقال في منشور عبر تطبيق "تليغرام"، إن قوات كييف لم تتراجع وإن "هناك معارك ضارية في كل شارع، وكل منزل، وكل درج".
في الأثناء، قام العمال في ميناء أوديسا على البحر الأسود، باستخدام المولدات المؤقتة التي جرى شحنها إلى المدينة في محاولة لإعادة الكهرباء، بعد غرق المدينة والمنطقة المحيطة بها في الظلام خلال يوم أمس بعد فشل واسع النطاق في الشبكة.
وقالت شركة "أوكرنرغو"، مشغل الشبكة، إن الفشل شمل المعدات "التي خضعت لإصلاحات متكررة" بعد الغارات الروسية الوحشية على شبكة الطاقة الأوكرانية، ونصحت السكان بالاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء دينيس شميهال إن حوالي 280 ألف منزل ما زالت بدون كهرباء حتى ظهر الأحد.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)