أعلن متحدّث باسم البنتاغون أنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي يُعاني من سرطان البروستاتا، فوّض مهمّاته لنائبته، الأحد، بعد ساعات من إدخاله إلى المستشفى بسبب "مشكلة طارئة في المثانة".
وقال المتحدّث بات رايدر في بيان: "نحو الساعة 16.55، نَقل الوزير أوستن مهمّات" الوزارة إلى نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس. وأضاف أنّ هيكس تتولّى "مهمّات" أوستن، مشيراً إلى أنّ الوزير ما زال يتلقّى العلاج وقد أُبلِغ البيت الأبيض والكونغرس بذلك.
وأدخل وزير الدفاع الأميركي إلى قسم "العناية المركزة" فيما يخضع لعلاج في المثانة، وفق ما أعلن البنتاغون في بيان آخر نقلاً عن أطبائه.
وجاء في البيان "بعد سلسلة من التحاليل وتقييم الوضع، أدخل وزير الدفاع إلى قسم العناية المركزية في مركز وولتر ريد العسكري الطبي للحصول على العناية والخضوع للمراقبة".
وقبل ساعات، قال البنتاغون إنّ أوستن "توجّه إلى المستشفى ومعه أنظمة الاتّصالات السرّية وغير السرّية اللازمة" لتأدية واجباته.
ونُقل أوستن إلى المستشفى مجدّداً الأحد، وهذه المرّة بسبب "مشكلة طارئة في المثانة"، بعد مرور أسابيع على دخول سابق له أثار جدلًا بعدما أبقاه سرًّا.
وغاب أوستن عن الأنظار في أواخر ديسمبر/ كانون الأول، وأيضًا في أوائل يناير/ كانون الثاني، إثر معاناته من مضاعفات ناجمة من عمليّة بروستاتا في 22 ديسمبر. وكان قد أخفى في البداية عن الرئيس جو بايدن تشخيص إصابته بالسرطان وخضوعه للعلاج في المستشفى.
لكن هذه المرّة، تمّ بعد ساعتَين الإعلان عن دخول أوستن إلى المستشفى الأحد. وأفاد المتحدّث باسم البنتاغون بات رايدر في بيان بأنه تمّ إبلاغ الجيش والبيت الأبيض والكونغرس.
وقال رايدر إنّ أوستن "نُقِل بواسطة حرسه الأمني إلى مركز والتر ريد الطبّي العسكري الوطني لإجراء فحص، بسبب أعراض تشير إلى وجود مشكلة طارئة في المثانة". أضاف "أُخطِر نائب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة. وإضافة إلى ذلك، أُخطِر البيت الأبيض والكونغرس".
وكان أوستن قد اعتذر في وقت سابق من هذا الشهر في أعقاب تعرّضه لانتقادات سياسيّة شديدة لدخوله المستشفى سرًّا في المرّة الأولى.
وقال لصحافيّين في الأوّل من فبراير/ شباط: "كان ينبغي عليّ أن أبلغ الرئيس بتشخيص إصابتي بالسرطان". وأضاف حينها أنّه كان لا يزال في مرحلة التعافي ويُعاني من آلام في الساق ويستخدم عربة غولف للتنقّل داخل البنتاغون.
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أزمة متصاعدة في الشرق الأوسط، وتتعرّض قوّاتها في العراق وسورية لهجمات شبه يوميّة يشنّها مسلّحون مدعومون من إيران ردا على دعم واشنطن الثابت لإسرائيل.
ويُعدّ كبير مسؤولي البنتاغون أيضاً شخصيّة محوريّة في دفع إدارة بايدن للإبقاء على الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا بمواجهة الغزو الروسي، فيما يرفض الأعضاء الجمهوريّون في الكونغرس إقرار تمويل جديد للمساعدات العسكريّة لكييف.
بايدن رفض إقالة وزير الدفاع الأميركي
وخلال وجود أوستن في والتر ريد، شنّت الولايات المتحدة سلسلة ضربات على الحوثيين في اليمن، وأثناء عمله من سريره بالمستشفى، أجرى وزير الدفاع مكالمات مع كبار القادة العسكريين، وبينهم رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال إريك كوريلا، وعقد اجتماعات مع مسؤولي البيت الأبيض لمراجعة الضربات والأمر بها.
وبحسب ما يشير أحد كبار المسؤولين الأميركيين، فإن رغبة أوستن في التزام الخصوصية في ما يتعلق بدخوله إلى المستشفى جاءت بنتائج عكسية، مشيراً إلى أنه "مخلص للغاية وملتزم بواجبه"، واصفاً ما جرى بـ"الغريب".
ودعا أعضاء جمهوريون إلى إقالة الوزير، لكن بايدن قال إنه لا يزال واثقاً بوزير دفاعه، فيما طلب النائب مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، من أوستن الإدلاء بشهادته أمام اللجنة بشأن عدم الكشف في الوقت المناسب عن دخوله للمستشفى.
وكتب روجرز في رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي: "ينبغي أن يفهم الكونغرس ما حدث ويعرف من اتخذ القرارات لمنع الكشف عن مكان الوزير"، ومن المقرر أن يدلي أوستن ببيان أمام الكونغرس في 29 فبراير/شباط بشأن وضعه الصحي.
(رويترز، العربي الجديد)