وزير الداخلية الفلسطيني يشدّد على الحوار لوقف الاشتباكات في جنين

18 ديسمبر 2024
عناصر من أجهزة الأمن الفلسطيني في جنين، 17 ديسمبر 2024 (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أكد وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح على أهمية الحوار الوطني في معالجة قضية المقاومين في جنين، محذراً من التعبيرات الميدانية التي قد تضر بالمصلحة الوطنية، وداعياً لدعم الأجهزة الأمنية لتعزيز سيادة القانون.

- شدد هب الريح على ضرورة تعميق الحوار الوطني بقيادة الرئيس محمود عباس لمواجهة التحديات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن توحيد الصف الفلسطيني يهدف إلى الضغط الإيجابي لتعزيز الالتزام بالقانون.

- دعا هب الريح وسائل الإعلام إلى توخي المسؤولية ونبذ العنف، مؤكداً على أهمية توحيد الصف الوطني لتحقيق الاستقرار في جنين وسائر المحافظات.

أكد وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح، اليوم الأربعاء، أن قضية المقاومين في جنين يجب أن تُناقش ضمن الإطار القيادي والحوار الوطني، وليس من خلال "تعبيرات ميدانية" قد تضر بالمصلحة الوطنية. وتتواصل منذ نحو أسبوعين الاشتباكات ما بين مقاومين من كتيبة جنين وأجهزة الأمن الفلسطيني وسط حصار لمخيم جنين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة (شاب وطفل والقيادي في الكتيبة يزيد جعايصة).

وأشار هب الريح إلى أنه جرت لقاءات مع مكونات الشعب الفلسطيني كافة بخصوص ما يحدث في جنين بهدف تعزيز الحوار الوطني وتحمّل المسؤوليات المشتركة للحفاظ على الحاضر وضمان المستقبل، وأضاف في تصريحات للصحافيين خلال زيارته لمحافظة جنين أن "الهدف الأساسي حقن الدم الفلسطيني ودعم الأجهزة الأمنية في مهمتها لترسيخ سيادة القانون وصون حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أن "محافظة جنين وباقي المحافظات تواجه تحديات كبيرة تتطلب التكاتف الوطني".

وأوضح هب الريح أن هناك فجوة حقيقية على الأرض، ولا يمكن معالجة هذه المشكلات بالتمرد على القانون والنظام، بل من خلال صيغة حوارية تستند إلى المصالح الوطنية وتراعي التوقيتات المناسبة، وأشار إلى "أهمية تعميق الحوار الوطني بقيادة الرئيس محمود عباس، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين الجبهة الداخلية استعداداً للاستحقاقات المستقبلية"، مؤكداً أن "منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة حساسة، وأن ترتيب البيت الداخلي وأوراق الشعب الفلسطيني يُعَدّ إحدى الأولويات لمواجهة هذه التحديات". ولفت هب الريح إلى أن "الحوارات الوطنية المفتوحة التي جاءت بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، تمثل مساراً لتوحيد الصف الفلسطيني والوصول إلى تفاهمات تعكس مصالح الشعب".

وعلى الصعيد الميداني، سلط هب الريح الضوء على تحديات عدة في جنين، منها "انتشار المخدرات والعصابات المسلحة، بالإضافة إلى قضايا مرتبطة بالتعامل مع المقاومين"، مشيراً إلى أن قضية المقاومين يجب أن تُناقش ضمن الإطار القيادي والحوار الوطني، وليس من خلال "تعبيرات ميدانية قد تضر بالمصلحة الوطنية". وأشار إلى أن توحيد الموقف الفلسطيني يهدف إلى الضغط الإيجابي على من يمثل أولئك المقاومين لتعزيز التزام القانون الذي يشكل الإطار الجامع للشعب. وشدد على أنه "ليس من حق أي كان أن ياخذ المعادلة بيده بعيداً عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل".

ودعا هب الريح وسائل الإعلام إلى توخي المسؤولية وعدم المساهمة في تأجيج الخلافات الداخلية، مؤكداً أن الحوار الوطني كان مفتوحاً لفترات طويلة، وأن الحكمة كانت حاضرة وستكون في معالجة القضايا الصعبة، وقال هب الريح: "نريد أن يتم حقن الدم بالفعل، والتقينا مع كل مستويات الشعب الفلسطيني من أجل أن يكون لديهم تأثير مباشر بهدف التأثير الإيجابي في تلك المجموعات ودفعها نحو التزام القانون الفلسطيني والبرنامج الوطني الفلسطيني".

وأشار هب الريح إلى أن الشعب الفلسطيني يمتلك وعياً وطنياً عالياً يمكنه من مواجهة التحديات، مؤكداً ضرورة نبذ كل أشكال العنف، مثل استخدام السيارات المفخخة التي وصفها بأنها أدوات لا تليق بالشعب الفلسطيني، ومشدداً على "حقن الدم واللجوء إلى الحوار الوطني الشامل سياسياً، وبالتالي كل التداعيات الميدانية في كل المحافظات يجب أن تُعبر عن التزام هذا الحوار". وقال هب الريح: "نحن بالنهاية نتعامل مع أبنائنا الذين لا يريدون أن يلتزموا البرنامج السياسي، والوقت أصبح محدوداً".

وأكد هب الريح أن المرحلة الراهنة تتطلب استغلال الفرص والتوقيتات الحساسة لتوحيد الصف الوطني بأسرع وقت ممكن، مضيفاً: "العالم كله يتحدث عن منطقة الشرق الأوسط منطقةً ساخنةً يُعاد تشكيلها، ونحن نتحدث عن توقيتات مهمة، ويجب أن ينصاع الكل للاستفادة من هذه التوقيتات، وأن نكون موحدين بأسرع وقت ممكن". وفي ما يتعلق بتقارير إعلامية عن طلب السلطة الفلسطينية معدات للتعامل مع الوضع في جنين، أوضح هب الريح أنه غير متابع لذلك، لكنه أكد أن الأولوية هي الوصول إلى عقول الأطراف المختلفة بهدف تهدئة الأوضاع، بعيداً عن التحريض والتوجيهات المغرضة، مؤكداً أن "ما يهمنا في هذه المرحلة تحقيق الاستقرار في جنين وسائر المحافظات، وأن نكون موحدين داخلياً".