وزير الداخلية التونسية الجديد: مقرّب من سعيد وشديد تجاه المعارضة

18 مارس 2023
كانت للفقي تصريحات قوية ضد المعارضة التونسية وحاول منع مسيراتها الاحتجاجية (فيسبوك)
+ الخط -

يأتي تعيين الرئيس التونسي قيس سعيد مساء الجمعة، لمحافظ تونس العاصمة كمال الفقي وزيراً جديداً للداخلية خلفاً للمحامي توفيق شرف الدين، ليحقق له هدفين، فالرجل يعتبر من المقرّبين له، وفي ذات الوقت يعرف بصلابته وشدته على المعارضة.

يعرف عن الرجل الجديد مرجعيته الفكرية اليسارية فهو ماركسي لينيني، فيما يلقبه رفاقه بستالين، نسبة لميوله السياسية في الجامعة ولصرامته وشدته على غرار جوزيف ستالين، الرجل الحديدي في الاتحاد السوفييتي.

ويبدو أن توجه السلطات في التعاطي مع الأزمة السياسية وحملة الإيقافات التي انطلقت في فبراير/ شباط الماضي، زمن شرف الدين، قد تصبح أصلب وأشد في التعامل تحت إشراف الفقي، خصوصا مع التحركات الاحتجاجية والنقابية المرتقبة.

وكانت للفقي تصريحات قوية ضد المعارضة التونسية، وحاول منع مسيراتها الاحتجاجية وسط العاصمة تونس، ولم ينجح في ذلك.

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي، ماجد البرهومي، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "علاقة شرف الدين (الوزير السابق) برئيس الجمهورية شهدت أخيرا فتورا واضحا وانعكست بغيابه عن بعض الاجتماعات الأمنية المهمة، وحتى تصريحه الأخير من بن قردان (جنوب تونس) هو محاولة لإنعاش علاقته بالرئيس سعيد".

وأضاف البرهومي "أن اختيار محافظ تونس كمال الفقي يمكن تنزيله في سياقين، الأول ولاء الرجل وقربه من رئيس الجمهورية، وثانيا حزمه وصرامته التي بدت خلال إشرافه على محافظة العاصمة تونس وشدته في التعاطي مع مظاهرات المعارضة".

وأفاد بأنه "لا يبدو الفقي مختصا في الشأن الأمني، ولكن يبدو أن المرحلة اقتضت تعيينه في هذا المنصب، لسرعة اتخاذ قرار الإقالة وضرورة إجراء تغيير على رأس هذه الوزارة السيادية والحساسة، والتي تتطلب شخصية موثوقة لدى الرئيس وقادرة على كتم الأسرار باعتبار أنها مطلعة على أسرار الناس ومعطياتهم الخاصة".

واستبعد المحلل أن "تكون إقالة شرف الدين مرتبطة بقرار البرلمان الأوروبي وتقريره حول الوضع الأمني والحقوقي وأداء وزارة الداخلية والعدل"، مشددا على أن "الرئيس سعيد لا يلقي بالا لملاحظات وتقارير المنظمات والأطراف الخارجية كما أثبتته التجربة مع وكالات التصنيف وبيانات المنظمات".

من هو وزير الداخلية الجديد؟

الفقي من محافظة صفاقس (جنوب شرق البلاد) متزوج من القيادية سنية الشربطي، إحدى أبرز المؤسسين للمشروع السياسي للرئيس سعيد رفقة رضا المكي الشهير بلينين، وكان يطلق على المشروع "الشعب يريد" قبل انتخابات الرئاسة 2019 ثم تحول إلى "الشعب يؤسس" خلال حملة الاستفتاء على دستور 2022 الجديد.

وعين سعيد الفقي محافظا لتونس في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2021 بعد أشهر من إعلانه التدابير الاستثنائية في 25 يوليو/ يوليو 2021 التي جمّد بمقتضاها البرلمان وأقال الحكومة وبقية المؤسسات الدستورية، لتصفها المعارضة وقتها بالانقلاب على دستور 2014 وتفرد بالسلطات، معلنة نزولها للشارع والاحتجاج لاستعادة المسار.

والفقي خريج كلية الحقوق بتونس سنة 1995 في اختصاص قانون خاص شعبة قضائية، وقبل تكليفه بمنصب المحافظ، كان يشغل خطّة رئيس مكتب مراقبة الأداءات بوزارة المالية.

 

المساهمون