أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن حراك دولي لثني الولايات المتحدة عن قرار إغلاق سفارتها في بغداد، مؤكداً أن الحكومة اتخذت إجراءات عدّة لحماية المصالح الأميركية من الاستهداف، وأن إيران قد تقوم بخطوات إيجابية تجاه العراق.
وقال الوزير في مقابلة متلفزة، مع قناة العراقية الرسمية مساء الإثنين، إن "الولايات المتحدة لم تهدد بغلق سفارتها في العراق، وإن الفكرة جاءت بسبب الهجمات على البعثات والمطار"، مبيناً أن "وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ رئيس الجمهورية برهم صالح، عبر اتصال هاتفي قلق إدارته من زيادة الهجمات، وعبر عن رأي الإدارة بالوضع الأمني وكيفية التعامل مع السفارة".
وأشار إلى أن "انسحاب السفارة سيؤثر على علاقات العراق مع كثير من البعثات الأوروبية والعربية، وأن الاستهداف والهجمات هي ضد الشعب العراقي وليس ضد السفارات فقط"، مؤكداً أن "بعض الدول تحركت باتجاه الولايات المتحدة لحثها على عدم الانسحاب من السفارة، إذ إن جميع الدول الغربية والعربية في حال قلق من القرار، الذي سيخلق حالة عدم ثقة دولية بالعراق".
وشدد على أن "واجب الحكومة العراقية حماية السفارة الأميركية والبعثات الدولية الأخرى، وأنها اتخذت عدّة إجراءات تنظيمية وسياسية بهذا الشأن، وقد تواصلنا مع الأحزاب والقيادات السياسية لشرح خطورة الوضع، وتم إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات".
وأشار الى أن "إيران لديها تأثير على الواقع العراقي، وأن المسؤولين الإيرانيين أكدوا أن الفصائل التي تقوم بالهجمات هي عراقية"، مضيفاً "قلت لهم إن الفصائل عراقية، لكن التأثير الإيراني واضح عليها، وإيقاف الهجمات ضد السفارة لصالح البلدين العراق وإيران".
ورجح حسين "قيام إيران بخطوات إيجابية تجاه العراق، إذ إن خلق فوضى سياسية في البلاد لا يخدم أي طرف، وسيؤثر على المنطقة كلها"، مؤكداً "يجب نقل الحوار مع إيران من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة، ليكون حواراً واضحاً وشفافاً مع إيران الدولة على وفق أسس معلومة".
وأشار وزير الخارجية إلى أن "الأميركيين سحبوا 1500 جندي من العراق، وتم وضع جدولة لانسحاب القوات وفق جداول فنية عسكرية وأمنية"، مشدداً على أن "العلاقة مع واشنطن يجب أن تكون متينة وأساسية".
وتابع أن "الحل لن يكون عبر العنف والبديل هو الحوار للمشاكل الداخلية والخارجية، وأن هناك فصائل مسلحة أعلنت تبنيها الهجمات ضد المنطقة الخضراء"، نافياً "وجود حوار مباشر بين الحكومة والفصائل المسلحة، إلا أن هناك قنوات عديدة فتحت عن طريق شخصيات سياسية مع هذه المجموعات". وقال "لا يمكن القبول بفصائل مسلحة خارج إطار الدولة".
يجري ذلك، في وقت تعهدت فيه بعض الفصائل المسلحة بعدم استهداف المصالح الأميركية بالبلاد، وقال مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد" إن "البحث عن مخرج لأزمة السفارة مستمر عبر تحركات مختلفة".
وأوضح المسؤول العراقي أن "بعض الفصائل تعهدت بعدم استهداف المصالح الأميركية، وأن ضغوطاً ومحاولات تجري لثني الفصائل الأخرى عن تنفيذ عمليات الاستهداف"، مرجحاً "التوصل إلى نتائج إيجابية قريباً بهذا الملف، سيما وأن الهجمات تراجعت بشكل كبير".