أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، اليوم السبت، أن أحدث أزمة مع لبنان ترجع أصولها إلى التكوين السياسي اللبناني الذي يعزز هيمنة جماعة "حزب الله" المسلحة المدعومة من إيران، ويتسبب في استمرار عدم الاستقرار.
وقال بن فرحان، لـ"رويترز"، في مقابلة عبر الهاتف: "أعتقد أن القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي... أعتقد أن من المهم أن تصيغ الحكومة في لبنان أو المؤسسة اللبنانية مساراً للمضي قدماً بما يحرّر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة "حزب الله".
وأضاف أن هذا النظام "يضعف مؤسسات الدولة داخل لبنان، بما يجعل لبنان يواصل السير في مسار يتعارض مع مصالح الشعب اللبناني".
وقال الوزير، متحدثاً من روما حيث يشارك في قمة دول مجموعة العشرين، "ليس لنا رأي في الحكومة في لبنان. ليس لنا رأي فيما إذا كانت ستبقى أم ستذهب... الأمر متروك للشعب اللبناني".
وبخصوص المحادثات الجارية مع إيران، قال الأمير فيصل "لقد أجرينا أربع جولات من المحادثات حتى الآن. المحادثات ودية ولكنها لا تزال في سياق استكشافي. ما زلنا نأمل أن تحقق تقدماً ملموساً... لكن حتى الآن، لم نحرز تقدماً كافياً لنكون متفائلين".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد تقرّر عقد جولة أخرى من المحادثات، قال الوزير إنه لم يتم تحديد أي شيء، "لكننا منفتحون على الاستمرار".
وردّاً على سؤال حول توتّر العلاقات مع واشنطن على خلفية حرب اليمن، قال وزير الخارجية السعودي "أنا أختلف مع هذا التوصيف (للعلاقات المتوترة). أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر باليمن، فنحن نتفق مع الولايات المتحدة؛ كلانا يدعم وقف إطلاق نار شاملاً، وكلانا يدعم عملية سياسية لتسوية النزاع".
وأضاف الأمير فيصل "أعتقد أنه من الواضح أن المملكة ملتزمة بوقف إطلاق النار، والأمر متروك للحوثيين ليقرروا التوقيع على ذلك، ولن نربط أي مناقشات حول قدراتنا الدفاعية بوقف إطلاق النار".
وأعلنت السعودية، مساء أمس الجمعة، استدعاء سفيرها في لبنان، وأمهلت السفير اللبناني 48 ساعة لمغادرة البلاد، بعد أيام من الضجة التي أحدثتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حين اعتبر أن قتال الحوثيين ضد السعودية "دفاع عن النفس"، الأمر الذي دفع الحكومة إلى التنصّل من تلك التصريحات، والتأكيد أنها كانت سابقة لتولّيه المنصب.
وبعد السعودية، أعلنت كلّ من البحرين والكويت والإمارات اتخاذ إجراءات مماثلة، في وقت عُقدت اجتماعات عدة في لبنان، في محاولة لإيجاد حلّ للأزمة المستجدة مع دول الخليج، وسط بحث في إمكانية تقديم وزير الإعلام استقالته.
ولهذه الغاية، زار قرداحي، اليوم السبت، البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبحث معه مسألة الاستقالة، وما إذا كان من شأنها تحسين الوضع، خصوصاً أنّ الأجواء التي تتسرّب تؤكد أن "استقالة قرداحي ما عادت نافعة". وقد غادر قرداحي الاجتماع من دون الإدلاء بأي تصريح.