وزير الخارجية الإيراني يزور بغداد لبحث تطورات المنطقة

12 أكتوبر 2024
وزير الخارجية العراقي عباس عراقجي في بيروت 4 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يقوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة إلى العراق ضمن جولة إقليمية تشمل عدة دول، لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل بعد هجمات نفذتها فصائل عراقية.
- تهدف زيارة عراقجي إلى بغداد لدعم الجهود الدبلوماسية العراقية لتهدئة الأوضاع في المنطقة، حيث يلعب العراق دوراً محورياً في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي.
- تشمل جولة عراقجي زيارات إلى لبنان وسوريا والسعودية وقطر، لبحث الأبعاد الإقليمية لحربي غزة ولبنان، وحشد الدعم الإقليمي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.

أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم السبت، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيزور العراق غدا الأحد لإجراء مباحثات مع القادة العراقيين في إطار جولته الإقليمية التي دشنها قبل أكثر من أسبوع.  وأضاف كنعاني، في تصريح صحافي، أن الزيارة تأتي استكمالا لمشاورات الوزير الدبلوماسية مع دول المنطقة، موضحا أن عراقجي سيلتقي نظيره العراقي  وكبار مسؤولي العراق لبحث العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة. وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد، وسط توقعات بتمدد العدوان الإسرائيلي إلى العراق، إثر مقتل جنديين للاحتلال في الجولان المحتل وإصابة آخرين بهجوم بطائرة مسيّرة نفذته فصائل عراقية، ومع ترقب ضربة إسرائيلية على إيران رداً على هجومها الصاروخي.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، قال لـ"العربي الجديد"، إن "وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، سيصل ظهر يوم غد الأحد، بزيارة رسمية إلى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، حيث تستمر الزيارة لساعات قليلة، يلتقي خلالها نظيره العراقي فؤاد حسين ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فضلاً عن رئيس الجمهورية العراقي عبد اللطيف رشيد، من دون الاجتماع بأي شخصية سياسية عراقية".

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "عراقجي سيبحث في بغداد التطورات والتوترات الأمنية في المنطقة إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتأكيد دعم العراق في مواجهة أي عدوان صهيوني محتمل، والسعي للحلول الدبلوماسية للتهدئة في عموم المنطقة". وأشار إلى أن "زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بغداد تأتي لدعم الجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تعمل عليها الحكومة العراقية، التي تتواصل مع كل الأطراف الإقليمية والعالمية لإيقاف العدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة".

من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بغداد بهذا التوقيت مهمة جداً خاصة لما تشهده المنطقة من توترات، وهي داعمة لموقف العراق لتهدئة الأوضاع في المنطقة".

وأضاف أن "العراق يلعب دوراً محورياً مهمّاً في المنطقة والعالم، ويستغل علاقاته الخارجية الجيدة مع دول المنطقة والعالم لإيقاف التصعيد الصهيوني تجاه لبنان وغزة، والدفع نحو الحلول الدبلوماسية وتأكيد تقديم كل المساعدات الإنسانية إلى لبنان وغزة، بدعم دولي كبير"، مشيراً إلى أن "زيارة عراقجي تأتي لإعلان دعم جهود الحكومة العراقية بوقف التصعيد في المنطقة ومنع تحول الصراع إلى حرب شاملة، تكون كل المنطقة متضررة منها وبشكل كبير وخطير، إذ يسعى العراق جاهداً لمنع تلك الحرب".

وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بغداد، بالتوازي مع تصعيد الهجمات التي تنفذها فصائل عراقية ضد أهداف للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان، هددت بأنّ هجماتها ستشمل القواعد والمعسكرات والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة إذا ما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ هجمات ضد العراق أو إيران.

وكان عراقجي قد بدأ جولته الإقليمية من لبنان في الرابع من الشهر الجاري، كأول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى بيروت في ظل العدوان الإسرائيلي وأجرى فيها لقاءات مع قادة لبنانيين، ثم توجه من هناك إلى دمشق، مجريا مباحثات مع بشار الأسد رئيس النظام السوري ووزير خارجيته بسام الصباغ. كذلك زار وزير خارجية إيران، الأربعاء الماضي، السعودية وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير خارجيته فيصل بن فرحان. وكانت الزيارة هي الثانية لوزير خارجية إيراني لها بعد الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية منذ مارس/آذار 2023 بعد زيارة أولى لوزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان.

ومن الرياض، توجه عراقجي إلى الدوحة التي تضطلع بدور وساطة في التوترات والحروب الراهنة. وركز عراقجي في كل هذه الزيارات على بحث حربي غزة ولبنان وأبعادهما الإقليمية. كما أنها تأتي في صلب حراك دبلوماسي إيراني لحشد الدعم الإقليمي في المواجهة مع إسرائيل في ظل التصعيد بين الطرفين على وقع التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية قبل أسبوعين تقريبا على أهداف عسكرية وأمنية إسرائيلية، والوعيد الإيراني برد "قاس وتدميري".

المساهمون