كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، في حديثه لوسائل إعلام إيرانية، من نيويورك، عن إرسال الولايات المتحدة الأميركية "رسائل" خلال الأيام الأخيرة بشأن المفاوضات النووية، في حين كشف برلماني بارز عن تلقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي رسائل أميركية خلال لقاءاته في نيويورك.
وقال أمير عبد اللهيان، في تصريحات، لوكالة "إرنا" الرسمية والتلفزيون الإيراني، إن المباحثات التي أجراها مع نظرائه في نيويورك تركزت على المفاوضات النووية الرامية إلى إلغاء العقوبات الأميركية، مضيفاً: "وجودنا في نيويورك يزيد فضول بقية الأطراف بشأن ما يمكن أن يحدث".
وأضاف وزير الخارجية أن الوفد الإيراني المفاوض وكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أجروا في نيويورك لقاءات مع ممثل الاتحاد الأوروبي وممثلي الدول المنخرطة في الاتفاق النووي.
وأكد أنه أبلغ من التقى بهم في نيويورك أن طهران "لديها الإرادة والجدية اللازمة للتوصل إلى الاتفاق"، قائلاً إن "الطرف الأميركي هو الذي يجب أن يتحلى بالشجاعة لاتخاذ القرار لنتمكن من إبرام اتفاق جيد وقوي ومستدام".
وفي السياق، كشف أن الطرف الأميركي "أرسل خلال الأيام الأخيرة رسائل عدة أكد فيها أن لديه الإرادة وحسن النية اللازمة للتوصل إلى الاتفاق"، قائلاً: "أبلغناهم بضرورة ترجمة هذه الإرادة وحسن النية على أرض الواقع، وأن يثبتوا ذلك لنصل إلى مرحلة الاتفاق".
في الأثناء، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، وحيد جلال زادة، للتلفزيون الإيراني إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نقل إلى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، رسائل من الجانب الأميركي خلال لقاء ثنائي جمع بينهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكشف جلال زادة أن الرئيس الفرنسي أكد لنظيره الإيراني أنه بإمكان باريس إقناع الطرف الأميركي بإحياء الاتفاق النووي "إذا ما اتخذت إيران خطوات"، ليرد عليه الرئيس الإيراني أنه "يكفي أننا تضررنا من الاتفاق النووي مرة ولا تريد منا أن نتحمل الخسارة مرة أخرى".
كذلك، أكد رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية، أن الرئيس السويسري إيغناسيو كاسيس الذي تعد بلاده راعية المصالح الأميركية في إيران ووسيطاً أساسياً بين الطرفين خلال العقود الأربعة الأخيرة، حمل خلال لقائه الرئيس الإيراني "رسالة أميركية لإجراء لقاء ثنائي"، ليرد عليه رئيسي متسائلاً: "هل حصلنا على فائدة من اللقاءات الثنائية السابقة؟ الأميركيون يريدون التفاوض لأجل التفاوض، بينما يعكفون في الوقت ذاته على فرض العقوبات على الأشخاص الحقيقيين والاعتباريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل مكرر".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده "لن تتنازل عن ضرورة إغلاق قضايا الضمانات". علماً بأن اتفاق الضمانات جزء من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمقصود من هذه القضايا هي الخلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ثلاثة مواقع إيرانية، قالت الوكالة سابقاً إنها عثرت فيها على آثار اليورانيوم المخصب، داعية إيران إلى التعاون بشأن معرفة مصير ومصدر تلك المواد، متهمة إياها بعدم التعاون وعدم الرد على أسئلتها، لكن إيران من جهتها تتهم الوكالة بأنها تبني على "مزاعم إسرائيلية" بشأن تلك المواقع.
وتعد قضية المواقع الثلاثة العقبة الأهم أمام المفاوضات النووية الحالية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، إذ تصرّ إيران على ضرورة إغلاق تحقيقات الوكالة بشأن المواقع الثلاثة، لكن الوكالة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أكدت رفضها إغلاق الملف "سياسياً".
وخرجت أخيراً تصريحات متعددة من الإدارة الأميركية، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، التي تتولى شؤون تنسيق المفاوضات النووية، بشأن تعثّر هذه المفاوضات ووصولها إلى "طريق مسدود".